فى طريق الحجاز فساوم أعرابيا قربة ماء فلم يبعه إلا بخمسة دراهم فاشتراه
~~بها ثم قال له كيف أنت بالسويق فقال أريده فوضعه بين يديه حتى أكل ما أراد
~~وعطش فطلب الماء فلم يعطه حتى اشترى منه شربة بخمسة دراهم
فصل فى ورعه وتقواه وزهده وعلمه وكرمه رضي الله عنه
عن ابن المبارك قلت لسفيان الثوري ما أبعده عن الغيبة ما سمعت يغتاب عدو
~~له قط قال هو أعقل من أن يسلط على حسناته من يذهب بها
وعن يزيد بن هارون رأيته يوما بفناء دار غريم له قد قام فى الشمس فانكرته
~~فقال لي على مالكها مال أخاف أن أجلس فى ظلها
ومثله عن يحيى بن أبي زائدة إلا أنه قال حلفته بالله العظيم عن مانع
~~الإستظلال فقال أخاف أن يكون قرضا جر نفعا قال وما أراه على الناس لكن على
~~العالم أن يأخذ بعلمه أكثر مما يدعو إليه ولكن شمس الأئمة فى كتاب الصرف رد
~~هذا وقال أنه من التكلف لا من الزهد لكن ذكر فى صفات الصالحين أن امرأة
~~سألت الإمام أحمد بن حنبل أن شموع آل طاهر تعبر من محلنا ونحن نغزل فى ضوئه
~~ونحن على السطوح طاقة أو طاقتين فهل يحل لنا ثمن ذلك الغزل فقال الإمام
~~أحمد من أنت قالت أخت بشر الحافي قال ما زال هذا الورع الصافي يخرج من آل
~~بشر الحافي فعلم بهذا أن دقائق الورع لا غاية لها ولا نهاية
وكان حفص بن عبد الرحمن شريك الإمام فبعثه إلى تجارة وقال فى ثوب كذا عيب
~~فباع بلا بيانه وجاء بربح فتصدق بحصته وفاسخه الشركة قال المرغيناني وكان
~~الربح خمسة وثلاثين ألف درهم
وكان الحسن بن عمارة يقع فيه فجمع علماء الكوفة أميرها لمسئلة فالكل
Page 488