الأولى منهما: إلى جبل رباب، وحصل بوصوله شد أزره للمطهر، والأخرى: إلى حوشان بعد حطاط الأتراك على كوكبان حصل بوصوله هو والأمير محمد بن ناصر موقع عظيم، وحصل الصلح بين المطهر والأتراك، ورجع إلى صعدة بعد الصلح، وضبط البلاد وساسها أحسن السياسة، وأقر له بالسبق أهل الرئاسة، وملك من المدن صعدة، ومن غيرها جهات خولان، وسائر الجهات المتصلة بها إلى جازان من أرض تهامة، وإلى الطلحة بجهات الشام، وإلى الظاهر من بلاد اليمن، ولم يزل أمره إلى ازدياد، حتى دعا الإمام الحسن بن علي- عليه السلام-، وحصل النقص في دولته، وسأذكر طرفا من خبره في ذكر سيرة الإمام الحسن- عليه السلام-، إلى أن وجه إليه الباشا حسن الكيخيا سنان الذي هو الآن الباشا بأرض اليمن، فكان الوقعة المشهورة في بلاد آل عمار بالشرفة، وقتل فيها، وقبره بذلك المكان مشهور، وكانت الوقعة في يوم الأربعاء 8 شهر ذي القعدة من سنة إحدى وتسعين وتسعمائة [سنة]، واحتاز ولده السيد، الصدر الهمام: صلاح الدين صلاح بن أحمد بن الحسين، وعمه السيد: صلاح الدين المهدي بن عز الدين، وسائر محارمهم إلى حصنه الذي أسسه بالقرب من سودان من جهات يسنم المسمى: بأم ليلى، وهو من أحسن الحصون وأمنعها، وأما ولده السيد الصدر الضرغام: عز الدين محمد بن أحمد بن الحسين فتقدم إلى الإمام الحسن- عليه السلام-، وكان بعد ذلك مواجهة المذكورين بعد حصارهم بأم ليلى، واستسلامهم إلى يد الباشا سنان المذكور، وتقدمهم إلى صنعاء، ووصول السيد عز الدين محمد بن أحمد إلى هنالك.
Page 200