أحدهما: في جبل بني عوير، والأخرى في علاف، وجعل في الهجرة ولد أخيه السيد الصدر الصمصام، الهزبر الهصور الضرغام، شمس الدين: أحمد بن الحسين بن عز الدين فقصد محطته التي بعلاف صنو الأمير ناصر وهاس بن أحمد وولد الأمير [صالح]، فانهزمت محطة علاف، وتقدمت محطة الأمير ناصر إلى الحظائر، ووالده يومئذ بصعدة، وخذل الإمام خولان وغيرهم، فلما لم يجد الإمام ناصرا ارتحل بمحارمه إلى يسنم، وجمع جمعا كثيرا وقصد الأمير ناصر، فكان بينه وبين الأمير ناصر وقعة في العينا من بلاد بني سويد [من جماعة]، لأنه لما علم [به] الأمير ناصر تقدم لحربه وهو يومئذ بساقين، ثم رجع الإمام بعد الوقعة إلى يسنم، وعرف عدم القدرة فارتحل إلى الحرجة، وأقام بها مدة يقيم بها الجمعة هناك، وسلم إليه أهل الشام واجباتهم، ثم إن السيد شمس الدين أحمد بن الحسين قدم إلى الباشا أزدمر وهو يومئذ بأبي عريش، وقدم إلى صنعاء وأقا بها ثلاث سنين، وطلب منه الإعانة، واستعان به على حرب الأشراف فجهز معه الأمير سكندر ومحطة من خواصه، وكانت طريقه من تهامة، ولما وصل [إلى] سوق الربوع، وقصده إلى هنالك الأميران: وهاس بن أحمد، وبدر بن ناصر، فاحتربوا هنالك، وكانت الدائرة على الأشراف، وكانت هزيمتهم إلى عرو وتقدم السيد المذكور إلى بين الحجابين، ثم إلى عرو، ثم تقدم إلى المشهد حاطا على صعدة، وفي خلال ذلك وصل الباشا أزدمر من اليمن قاصدا لصعدة أيضا فدخلها، والسيد المذكور والأمير سكندر في المشهد، وكان الحطاط عليها أياما يسيرة وسلمت، وعزم الأمير ناصر إلى الجوف، وبقي الباشا أزدمر في صعدة أشهرا بعد أن ولى فيها وفي جهات خولان، وكان للسيد أحمد بن الحسين بعض واجباتها على قواعد مقررة، ثم ارتحل إلى صنعاء، وبعد مدة حصل بين السيد شمس الدين و[بين] الأمير سكندر حرب، سببه أن الأمير سكندر نقض العهد الذي كان بين السيد وبين الباشا أزدمر، وكان السيد أحمد بن الحسين بيسنم فتقدم إلى الهجرة وقصده الأمير سكندر بثلاث محاط في الخطم واحدة، وفي العيناء واحدة، وفي عرو الثالثة، فقصد محطة العيناء، فهزمهم، وقتل من قتل منهم، وقصد صاحب الخطم [فهزم محطته] وقتل من قتل أيضا من أصحابه وغنم أثقالهم، وخرج الأمير سكندر وحط في (العيناء) وبعد استقراره في العيناء أياما يسيرة والسيد يومئذ في الهجرة وصل الإمام بخيل واسعة من الشام، وجموع كثيرة، فارتحل الأمير سكندر إلى صعدة، والإمام تقدم إلى الهجرة، ووقع بينه وبين عينه من أصحاب الأمير سكندر وقعة هزمهم فيها إلى حول صعدة، ورجع الإمام إلى الهجرة ولبث فيها أياما، ثم إن الأمير سكندر خرج إلى الحظائر ووقعت بينه وبين السيد شمس الدين أحمد بن الحسين وقعة هنالك عظيمة، ولما كانت ليلة ثاني الوقعة انهزم إلى صعدة، ثم بلغ الإمام الخبر أنه قد توجه إلى الشام أميران من الأتراك بعساكر واسعة، وقد كان بينه وبين السيد الصدر الصمصام، فخر الدين: المطهر بن الإمام شرف الدين معاهدة على أنه يمنع من أراد وصول جهات صعدة من الأتراك، فلم يقدر المطهر على منعهم، فلما صح له وصول العساكر المذكورة، وأنه انضاف إليهم الأمير ناصر [وأصحابه] وارتحل إلى الحرجة، والسيد أحمد بن الحسين عزم إلى المطهر، ثم تقدم الأتراك إلى صعدة وبلادها وملكوا جميع جهات خولان وغيرها، ورئيسهم يومئذ الأمير سكندر، وبعد مدة تولى الأمير بهرام صعدة وبلادها، وجهز محطة إلى [جهات] ظهران، فارتحل الإمام إلى الواديين بعد أن ارتحل أهل الحرجة عنها، ولبث هنالك مدة إلى أن صارت البلاد بيد ولد أخيه السيد شمس الدين أحمد بن الحسين بن عز الدين، فلما تملكها السيد المذكور تقدم الإمام إلى جهة يسنم، وأقام بها بقية عمره- عليه السلام-، وقبره هناك مشهور مزور، وأراد ولده السيد عز الدين وصنوه السيد صلاح الدين المهدي بن عز الدين نقله من تلك الجهة إلى الهجرة المقدسة، وامتنع آل أبي الخطاب قاصدين التبرك به والوسيلة إلى الله فساعدهم ولده وصنوه على ذلك بعد أن جعلوا له نذورا واسعة في جميع جهات يسنم، واستمرت إلى الآن، وهجروا مكانه، وجعل عليهم ولده تأكيدات في ذلك وتشديدات، وعمر عليه قبة عظيمة هنالك، وهو مشهور الفضل- عليه السلام- عند جميع الأنام، وكانت وفاته في شهر القعدة سنة ثمان وثمانين وتسعمائة ومدة عمره ثلاث وسبعون، منها أيام خلافته، وله من الأولاد السيد المقام الأفضل، الأعبد، الأزهد: عز الدين محمد بن أمير المؤمنين، وأم الإمام -عليه السلام- هي الشريفة المطهرة تاجة بنت محمد بن المهدي من أولاد الأمير المؤيد.
Page 197