2

Darak Muna

درك المنى في تخميس سموط الثنا لأبي مسلم البهلاني

Genres

و يغضي حياء هيبة و مخافة***لعزك إجلالا بكل شهود لقد هالني ذنبي بخطب مبرح

و بارزت خلاقي بفعل مجرح

أبوء بقلب بالخطايا مقرح

فجد بمتاب عن مقر مصرح***بذنب و تقصير و طول صدود

كئيب حزين خاشع متورع

يسر و يبدي مخلصا توب مقلع

يقوم على صدق بما هو مدعي

منيب يرجى عندك العفو مولع***بذكرك لا ذكر اللوا و زرود

القسم الثاني:

في إخلاص دعائه و ابتهاله و إيقانه بحصول أمانيه و آماله

أسير بقيد العجز عن كل ذرة

تصرفه الأقدار حسب المشيئة

غني عن الأكوان منك برحمة

فقير لما أسديت من كل نعمة***شكور لما أوليت غير جحود

لقد كان لما كان في حال ضره

له منك تدبير لأطوار أمره

دعاك و قد ضاق الخناق بوزره

دعاك و لا يرجو سواك لفقره***و أنت الذي تدعى لكل شديد

تدارك عظيم العفو ما هو حامل

بحط و زك الآن ما هو عامل

يؤمل هذا العبد و الحود شامل

و ما ظن يوما أن يخيب آمل***بباب كريم في غناه حميد

ببابك عبد السوء يحمل إصره

يغوث إعلانا و تعلم سره

ملظ بمحبوب الدعا لك دهره

و لم يك يشقى في دعائك عمره***و منك يرجي اليوم كل مزيد

عرفتك رب العرش عرفان موقن

بما تتلقى المخلصين تلقني

إلهي أقمني في رضاك و أبقني

إلهي تداركني بلطف و أغنني***بواسع رزق من نداك عتيد

إلهي كان الكون في العدم استكن

فأظهرت منه ما تحرك أو سكن

و لم يك إلا ما تكونه و لن

فمهما ترد شيئا يكن بمقال كن***فهلا بكن تقضي بأوسع جود

إلهي و الجود الإلهي كامل

تمن به لا تقتضيه عوامل

على البر و الفجار جودك هامل

يجود به من جود العمر شامل ***على كل موجود بكل وجود

توجهت الآمال لله أجمع

و لم يبق غير الله من فيه أطمع

إلهي ترى ذلي و فقري و تسمع

فما كان لي في غير جودك مطمع***و جودك منه طارفي و تليدي

و جودك يا ذا الجود أوثق حيلتي

و جودك يا ذا الجود غيث محيلتي

و جودك روحي في الكروب الجليلة

و جودك إذ عز الشفيع وسيلتي***و جودك إذ عز البريد بريدي

لئن حال ما بيني و بينك حائل

من الذنب و استعصت علي الوسائل

Page 2