3

Darak Muna

درك المنى في تخميس سموط الثنا لأبي مسلم البهلاني

Genres

فإني ملح بالدعا لا أزائل و إني لوقاف لبابك سائل***لفضلك راج منك نجح وعودي

إلهي نفسي لا تبوء بخسرها

و لا قنطت من يسرها بعد عسرها

و لا سئمت من ضيقها تحت أسرها

و قد دفعتني الكائنات بأسرها***إليك و لم تحفظ وثيق عهودي

قصدتك ربي إذ عرفتك واحدا

وجدتك ربي إذ علمتك واجدا

إلى من أرد الوجه مولاي جاهدا

و إني إن زايلت بابك قاصدا***سواك فقد أبرمت نقض عقودي

القسم الثالث:

في تضرعه إلى معبوده لشكاية شؤم جدوده

و بيان قطعه الأسباب و اتصاله برب الأرباب طمعا في نيل جوده

رفعت إليك الكف يا خير رافع

و أحسنت ظني فيك بين قواطعي

و ما معك اللهم ليس بما معي

و حاشاك عن ردي و قطع مطامعي***لشؤم جدودي و اتضاح جمودي

أحاطت بهذا العبد سود المصائب

و جد و لكن سهمه سهم خائب

و ما السعي إن لم يتصل بالمواهب

و إن كان سعي لا يفي بمطالبي***و إن حظوظي عن مناي قيودي

معوقة قصدي مضيق رحابها

تناصبني رغم الأماني حرابها

إذا فتحت بابا فللشر بابها

فإن بقصدي الله تغدو صعابها***و إن عظمت قدرا أذل مقود

و يعتزز بالله عز و من له

تولى ففي الحالات يرفع ذله

و من ذل في تمجيده لم يذله

و من يتمسك بالإله تكن له***إذا رامها العنقا أذل مصيد

رأى الله للإسلام مني قائما

و سل عزومي لو تحقق صارما

فأصبحت بين العزم و الدرك هائما

و لما رأيت الحظ عني نائما***و كان قيامي فيه مثل قعودي

و كان اجتهادي كالتقاعد جاثما

و صرت لما أبني كما كنت هادما

تريني الأماني شكل ما كنت حالما

و إن فعالي مثل مالي كلاهما***لدارس دين الله غير معيد

إذا تم أمر كنت في الماء راقما

و إن أحكم التدبير حكم تصارما

كأني لحزمي مثل عزمي مزاحما

و إن لساني مثل كفي كلاهما***لإظهار دين الله غير مفيد

و من عثرات الجد أني طالما

رمى الغدر تدبيري فأثبت ما رمى

و إني لا آوي من الصدق عاصما

و إن حسامي كاليراع كلاهما***لأعداء دين الله غير مبيد

أرى نصر ربي من أداء أمانتي

و هيهات عزت مكنتي و مكانتي و حالت إلى خرط القتاد إعانتي

Page 3