165

Ḍarāʾir al-shiʿr

ضرائر الشعر

Editor

السيد إبراهيم محمد

Publisher

دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

١٩٨٠ م

وقول الآخر:
وقالوا تعرفها المنازلَ من منى ... وما كل من وافى منى أنا عارُف
يريد: أنا عارفه، وقول الآخر أيضًا:
أرجزًا تطلب ... أم قريضًا
كلاهما أجِدُ ... مستريضا
يريد: أجده مستريضًا.
ألا ترى أن (يحمد) و(أصنع) و(عارف) مهيآت للعمل في المبتدآت التي هي أخبار لها، وهي مع ذلك مقطوعة عن العمل فيها. فحذف الرابط في هذه الأبيات وأمثالها يحسن في الشعر ولا يحسن في سعة الكلام، بل إن جاء منه شيء حفظ ولم يقس عليه.
فمما جاء من ذلك قراءة يحيى: (أفَحُكمُ الجاهِليّةِ يَبْغُون) برفع حكم. التقدير: يبغونه.
هذا مذهب المحققين من البصريين، وأما الكوفيون ومن أخذ بمذهبهم من البصريين، فإنهم يجيزون حذفه في سعة الكلام، بشرط أن يكون المبتدأ

1 / 177