136

Dar Qawl Qabih

درء القول القبيح بالتحسين والتقبيح

Investigator

أيمن محمود شحادة

Publisher

الدار العربية للموسوعات بيروت

Edition Number

الأولى

Genres

وقال: ﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾. فكيف يَفعَل ذلك، ثمّ يُعمِيهم عن القبول! وقال تعالى: ﴿إن الله يأمر بالعدل﴾. ونهى عمّا أَمَرَ به الشيطانُ. وقال في الشيطان: ﴿يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير﴾؛ فمَن أجاب الشيطانَ، كان من حِزبِه. "ولو كان كما قاله الجاهلون، لكان إِبليسُ أَصوَب مِن الأنبياءِ؛ إِذ دَعَا إِلى إِرادة الله وقضائه، ودَعَت الأنبياءُ إِلى خلافِ ذلك، وإِلى ما عَلِموا أنّ الله قد حال بينهم وبينه. "وقال القومُ فيمن أَسخَط اللهَ: "إِنّ اللهَ حمَلَه على إسخاطِ". وكيف يَسخَط، إِذا عَمِلوا بقضائه عليهم وإِرادتِه! ويقول: ﴿ذلك بما قدمت يداك﴾! وهؤلاء الجهّال يقولون: "إِنّ الله قَدَّمَه لهم، وما أضَلَّهم سواه". "وقال تعالى: ﴿وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه﴾. فلو كان الأمر كما زَعَمُوا، لكان الدعاء والأمر لا تأثير له؛ لأنّ الأمر مفروغٌ منه. لكنّ التأويل على خلاف ما قالوه. وقد قال اللهُ تعالى: ﴿ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود﴾. ثمّ قال: ﴿يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقى وسعيد﴾. والسعيد ذلك اليوم هو المتمسَّك بأمر الله؛ والشقيّ هو المضَيِّع". وقال في الرسالة: "واعلَم، أيها الأمي، أنّ المخالِفين لكتاب الله وعدلِه يخوضونن وفي لَغَطٍ يُعَوَّلون في

1 / 202