ولا أقدر أن أعهد بهذه المراقبة إلى سواك، حرصا على هذا السر من أن يهتك، ومثلك يصون مثل هذه الأسرار، ولا يأنف من قضاء مثل هذه المهمة لصديق مخلص له مثلي.
فاستغرب الكونت هذه الحكاية أشد الاستغراب، وكاد أن يعامل الدوق بالجفاء.
ثم تمثل له خيال تلك الفتاة التي يهواها، وخشي أن تكون هي نفسها تلك الفتاة التي يبحث عنها الدوق، فأحب أن يقف على حقيقة الأمر.
فأخفى اضطرابه تحت مظاهر المزح، وبش للدوق وأظهر له رغبته في قضاء ما عهد به إليه.
ثم سأله إذا كان يعرف منزلها؟
فدله على نفس المنزل الذي دخل إليه باسي ورأى فيه الفتاة، فزاد اضطرابه وقال: أنت سألتني أن أراقب من يدخل إلى هذا المنزل، وذلك لا يكون إلا بالليل، وكيف أستطيع أن أعرف ذاك الداخل وأتبين وجهه في الظلام؟ - يجب أن تتبعه حينما يدخل. - وإذا قفل الباب؟ - إن معي مفتاحا يفتح قفله، وأنا أعطيك إياه منذ الآن.
ثم أخذ مفتاحا من جيبه وأعطاه إياه، فأخذه منه الكونت وهو فرح به كأنه قد ولي التاج وفتح أبواب الكنوز، ووعد الدوق بأن يراقب المنزل أشد المراقبة.
ثم أقبل الملك بحاشيته، فبحث الكونت بينهم عن سانت ليك فلم يره، فسأل عنه فعرف أن جلالته قد نفاه.
وبعد برهة نفخ المسيو دي مونسورو في البوق، فمشى الجميع بانتظام إلى غابة الصيد.
الفصل الحادي عشر
Unknown page