وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ قُرَيْشًا مَشَوْا إِلَى عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ وَقَالُوا لَهُ طَلِّقْ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَنَحْنُ نُنْكِحُكَ أَيَّ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ شِئْتَ فَقَالَ إِنْ زَوَّجْتُمُونِي بِنْتَ أَبَانِ بن سعيد ابْن الْعَاصِ طَلَّقْتُهَا فَفَارَقَ رُقَيَّةَ وَلَمْ يَكُنْ عَدُوُّ اللَّهِ دَخَلَ بِهَا وَأَخْرَجَهَا اللَّهُ مَزِيدَةَ كَرَامَةٍ لَهَا وَهَوَانًا لَهُ وَخَلَفَ عَلَيْهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ﵁
فَصْلٌ فِي قِصَّةِ أُمِّ جَمِيلٍ امْرَأَةِ أَبِي لَهَبٍ
٥٤ - ذَكَرَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ﵂ قَالَتْ لَمَّا نَزَلَتْ تَبَّتْ يَدَا أبي لَهب أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِيلٍ ابْنَةُ حَرْبٍ وَلَهَا وَلْوَلَةٌ وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ وَهِيَ تَقُولُ مُذَمَّمًا أَبَيْنَا وَدِينَهُ قَلَيْنَا وَأَمْرَهُ عَصَيْنَا وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ﵁ فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَقْبَلَتْ هَذِهِ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تَرَاكَ فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي وَقَرَأَ قُرْآنًا اعْتَصَمَ بِهِ وَقَرَأَ ﴿وَإِذَا قَرَأت الْقُرْآن جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة حِجَابا مَسْتُورا﴾ فَأَقْبَلَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَلَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَتْ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي فَقَالَ وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ فَوَلَّتْ وَهِيَ تَقُولُ قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي بِنْتُ سَيِّدِهَا
فَصْلٌ فِي ذَكْرِ مَا كَانَ يَرَى النَّبِيُّ ﷺ مَنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ
٥٥ - أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنا أَبُو عبد الله الْجُرْجَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَم ثَنَا أَحْمد بن عبد الحميد ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْوَلِيدِ هُوَ ابْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبُيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ يَوْمًا ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ يَا فُلَانُ أَلَا تُحْسِنُ صَلَّاتَكَ أَلَا يَنْظُرُ الْمُصَلِّي إِذَا صَلَّى كَيْفَ يُصَلِّي فَإِنَّمَا يُصَلِّي لِنَفْسِهِ إِنِّي وَاللَّهِ لَأُبْصِرُ مِنْ وَرَائِي كَمَا أُبْصِرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ
٥٦ - أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَليّ أَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَشْوَرِيُّ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي هَمَّامُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ هَمَّامٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَاهُنَا فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلَا رُكُوعُكُمْ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي
1 / 71