وأخرج الطبري١ من طريق العوفي عن ابن عباس قال: كان أهل الكتاب يستنصرون بخروج محمد ﵊ على مشركي العرب فلما بعث الله ﷿ محمدا ورأوه من غيرهم كفروا به وحسدوه.
ومن طريق قتادة٢ نحوه وزاد: وقالوا: اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا في التوراة، يعذبهم ويقتلهم فلما بعث من غيرهم كفروا به حسدا.
٢٩- قوله تعالى: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ ٣.
قال الواحدي٤: قال ابن عباس: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان، فإذا التقوا هزمت يهود، فعاذت اليهود بهذا الدعاء اللهم إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم، فكانوا إذا التقوا فدعوا بهذا الدعاء هزموا غطفان فلما بعث النبي ﷺ كفروا به فأنزل الله ﷿ ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ أي: بك يا محمد إلى قوله: ﴿فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِين﴾ .
قال٥: وقال السدي كانت العرب تمر باليهود فتلقى اليهود منهم أذى وكانت اليهود تجد نعت محمد ﷺ في التوراة فيسألون الله ﷿ أن يبعثه ليقاتلوا معه فلما جاءهم محمد كفروا به حسدا وقالوا: إنما كانت الرسل من بني إسرائيل٦.