263

Cujab Fi Bayan Asbab

العجاب في بيان الأسباب

Investigator

عبد الحكيم محمد الأنيس

Publisher

دار ابن الجوزي

أخو بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنا نذكره لكم! فأنزل الله ﷿ ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ الآية١. وهكذا أخرجه ابن إسحاق في "السيرة الكبرى"٢ وأخرج فيها أيضا٣ والطبري من طريقه٤ عن عاصم بن عمر بن قتادة٥ عن أشياخ منهم٦ قالوا: فينا والله وفيهم -أي: الأنصار واليهود- نزلت هذه القصة قالوا: كنا علوناهم دهرا٧ في الجاهلية ونحن أهل شرك وهم أهل كتاب فكانوا يقولون: إن نبيا يُبعث الآن نتبعه قد أظل زمانه نقتلكم معه قتل عاد وأرم. فلما بعث الله ﷿ رسوله من قريش واتبعناه كفروا به٨ قال الله ﷿: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِه﴾ الآية.

١ وعزاه السيوطي في "الدر" "١/ ٢١٧" إلى أبي المنذر وأبي نعيم في "الدلائل". ٢ ولم أجد هذا في القسم المطبوع من "السير والمغازي" لابن إسحاق، وهو في السيرة لابن هشام "ق١/ ٥٤٧". قلت: وهذا يصلح أن يعد سبب نزول لذكره جدالًا بين بعض الأنصار وبين اليهود فنزلت الآية معقبة على ذلك. وما عداه مما سيذكر هنا فهو تفسير. ٣ هو في السيرة لابن هشام "ق١/ ٥٤١". ٤ "٢/ ٣٣٢" "١٥١٩"، وفي "الدر" "١/ ٢١٥": "أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل من طريق عاصم". ٥ الإمام الثقة الأنصاري مات ما بين "١١٩-١٢٧" أخرج له الستة، وقال محمد بن سعد:" كانت له رواية للعلم، وعلم بالسيرة، ومغازي رسول الله ﷺ، وكان ثقة كثير الحديث عالمًا ومصادر ترجمته كثيرة، انظر "تهذيب الكمال" "١٣/ ٥٢٨". ٦ أي: من الأنصار. ٧ في السيرة: ظهرًا. ٨ في الأصل وكفروا وهذه الواو قلقة لا وجود لها في ابن هشام والطبري، لذلك حذفتها.

1 / 281