119

Istidrākāt al-Samīn al-Ḥalabī ʿalā Ibn ʿAṭiyya

استدراكات السمين الحلبي على ابن عطية

Genres

[١٧]: قال ابنُ عطية في توجيهه للقراءة برفع النون (^١) في (بَيْنُكم) من قوله- تعالى-: ﴿وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ [الأنعام: ٩٤]: "أمّا الرفع فعلى وجوه، أَوْلاها: أنه الظرف، استعمل اسمًا وأسند إليه الفعل كما قد استعملوه اسما في قوله - تعالى-: ﴿وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ﴾ [فصّلت: ٥]، وكقولهم فيما حكى سيبويه: أحمرُ بَيْنِ العينين (^٢)، ورجح هذا القول أبو علي الفارسي (^٣).

(^١) قرأ نافع وحفص عن عاصم والكسائي وأبو جعفر وأبو موسى الأشعري ومجاهد وقتادة والحسن البصري ويعقوب وأبو رجاء العُطارِدي: (بينَكم) بفتح النون، على أنه ظرف، والفاعل مقدر، أي تقطع الاتصال بينكم، وقرأ ابنُ كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة وعاصم في رواية أبي بكر: (بينُكم) بالرفع على أنه فاعل، وقرأ عبد الله بن مسعود والأعمش شاذًا: (تقطع ما بينَكم). ينظر: تفسير الطبري (١١: ٥٤٩)، السبعة في القراءات، لابن مجاهد (ص: ٢٦٣)، الحجة للقراء السبعة، للفارسي (٣: ٣٥٧)، المبسوط في القراءات العشر، لأبي بكر الأصبهاني (ص: ١٩٩)، التذكرة في القراءات الثمان، لابن غلبون (١: ٣٢٩)، تفسير الثعلبي (٤: ١٧١)، التيسير، للداني (ص: ١٠٥)، تفسير البغوي (٢: ١٤٥)، تفسير القرطبي (٧: ٤٣)، تفسير أبي حيان (٤: ٥٨٨)، النشر في القراءات العشر، لابن الجزري (٢: ٢٦٠)، الإتحاف، للدمياطي (ص: ٢٦٩)، فتح القدير، للشوكاني (٢: ١٦٠).
(^٢) ينظر: الكتاب (١: ١٩٥).
(^٣) ينظر: الحجة للقراء السبعة (٣: ٣٥٩).

1 / 119