al-ʿIqd al-manzum fi dikr afadil al-Rum
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
Publisher
دار الكتاب العربي - بيروت
Genres
قط باب امير ولم يطأ مجلس وزير لم يعبأ بأرباب الحكم والمناصب ولم يتردد الى بابهم ولم يتقيد بما عندهم وما بهم كلما ارادوا صحبته واحبوا رؤيته قابلهم بالاجتناب ودفعهم بأحسن جواب وكان رحمه الله مشهورا برد صدقاتهم ودفع عطياتهم ومع ذلك ترك من النقدما يقرب ثمانية آلاف دينار وقوم سائر املاكه بعشرة آلاف دينار فتحير الناس في اقامة السبب وقضوا منه العجب وكان رحمه الله في غاية الحب والميل الى خيائر الخيل وكان يكثر من اقتناء الصافنات ويرسل بعضها الى الامراء الغزاة وقد ذهب عمره بالتجرد والانفراد ولم يتقيد بقيد الاهل والاولاد وكان رحمه الله صاحب جذبة عظيمة وغاية قبول وله في تعبير المنامات ما يبهر العقول ومن عادته رحمه الله انه يحضر في بعض الجنائز فيلقن الميت ويخاطبه على ما هو المعروف فيسمع من الميت صوته الذي يسمع منه في حياته مجيبا عما يسأله وقد سمعه غير واحد من العلماء الاعيان في متفرقات الاحيان
ومن ذلك طعنه على علماء اوانه ومشايخ زمانه خصوصا الشيخ مصلح الدين المشتهر بنور الدين زاده فانه حصل بينهما وحشة عظيمة فانه كان يطعن فيه على الفعل المزبور ويقول انه بدعة ابتدعها ولم يسبق اليها احد من المشايخ العظام والافاضل الكرام وهو يجيب بأن ساحة الكرامات متسعة ورتبة الاولياء متفاوتة ولا يضرنا عدم السبق فيه وكان يطعن المرحوم فيه بسبب تردده الى باب الأغنياء ودخوله مجالس الوزراء والامراء ويحتج من منع في القليل والكثير ببئس الفقير على باب الامير وهو مجيب عن سؤاله ويخبر عما في باله بأن ذلك يتضمن اصلاح بعض الامور التي تتكفل مصالح الجمهور واعانة الاخ المسلم واغاثة المظلوم وانجائه من يد الظالم وكان الناس في امرهما فرقتين وفي تحقيقهما فئتين فمنهم من يرجح ذاك على هذا ويعد مسلكه احسن المسالك ومنهم من يعكس الامر فيقدم هذا على ذلك عفا عنهما الملك القادر فانه اعلم بما في الضمائر
Page 429