al-ʿIqd al-manzum fi dikr afadil al-Rum
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
Publisher
دار الكتاب العربي - بيروت
Genres
وقرأ على العالم النحرير المولى محمد الشهير بمرحبا ثم وصل الى خدمة المولى المسي سعد بن عيسى ثم حبب له العزلة والانقطاع فسلك مسلك القناعة والانجماع ورغب عن قبول المنصب واختار خطابة جامع احمد باشا في قصبة جورلي فتقاعد في القصبة المزبورة واكب على الاشتغال والافادة من الكتب المشهورة فاجتمع اليه الطلبة واهرعوا من الاماكن والبقاع وانتفعوا به أي انتفاع وكتب رحمه الله في اثناء درسه حاشية لطيفة على حواشي المولى الخيالي على شرح العقائد للعلامة التفتازاني توافقها في الدقة والوجازة وكتب ايضا حاشية على شرح المسعودية من آداب البحث وعلق حواشي على بعض المواضع من شرح المتاح للشريف الجرجاني وتوفي رحمه الله في القصبة المزبورة سنة تسع وسبعين وتسعمائة
وكان رحمه الله عالما فاضلا مدققا يذلل من العلوم صعابها ويكشف عن وجوه مخدراتها حجابها ويحل ببنان افكاره الصائبة عقد المشكلات ويرفع بأيدي انظاره الثاقبة عقال المعضلات مواظبا على النظر والافادة حتى أفناه الدهر واباده وكان رحمه الله ظريف الطبع لذيذ الصحبة حلو المحاضرة ينظم الشعر على لسان الترك بابلغ النظام ويتمشى فيه ببهشتى كما هو دأب شعراء الروم والاعجام وقد عثر على كلمات له علقها على موضع من شرح كافية ابن الحاجب للفاضل الهندي مما يمتحن به اذهان الطلبة فاثبتها في هذا المقام وختمت بها ذلك الكلام قال قال الشارح والاسناد اليه أي الى الاسم فورد ان قوله والاسناد اليه عطف على المبتدأ فيكون حينئذ في حكمه وخبره في حكم خبره فالمآل اسناد الشيء الى الاسم من خواص الاسم فهذا لغو من الكلام واجاب عنه بقوله والحكم عليه أي الاسناد اليه بالخصوص أي بكونه خاصة الاسم باعتبار الطبيعة النوعية للاسم المتناول للمسند والمسند اليه دون الصنفية وهي قسم المسند اليه (المستفادة) وصف للطبيعة الصنفية (ومن اليه المختص به) وصف لقوله اليه وضمير به راجع الى الصنف والجار داخل على المقصور وملخصه ان المراد اسناد الشيء الى صنف الاسم من خواص نوع الاسم فلا
Page 409