226

Charles Darwin

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

Genres

سي داروين

من تشارلز داروين إلى سي لايل

داون، الجمعة [25 يونيو ، 1858]

عزيزي لايل

آسف جدا على إزعاجك، مع كل انشغالك، في مسألة شخصية محضة، لكنك إن أعطيتني رأيك المتروي، فستسدي لي أجل خدمة قدمها أحد لي على الإطلاق؛ فأنا لدي ثقة تامة في حكمك وأمانتك.

لا يوجد شيء في ملخص والاس لم يدون على نحو أوفى في ملخصي، الذي نسخ عام 1844، وقرأه هوكر منذ نحو اثني عشر عاما. ومنذ عام تقريبا أرسلت ملخصا قصيرا، لدي نسخة منه، لآرائي (بسب التشابه في عدة نقاط) لآسا جراي، بحيث أستطيع أن أقول وأثبت بكل حق أنني لم آخذ شيئا من والاس. وسوف يسرني كثيرا أن أنشر الآن ملخصا بآرائي العامة في اثنتي عشرة صفحة أو نحو ذلك، لكنني لا أستطيع أن أقنع نفسي أن فعلي هذا يعد فعلا شريفا. لم يقل والاس شيئا بشأن النشر، وقد أرفقت خطابه. لكن حيث إنني لم أكن أنوي نشر أي ملخص، فهل يعد هذا فعلا شريفا، وقد أرسل لي والاس ملخصا بنظريته؟ أفضل أن أحرق كتابي كاملا، على أن يعتقد هو أو أي شخص آخر أنني قد تصرفت بخسة. ألا تعتقد أنه بإرسال هذا الملخص يقيدني؟ إن استطعت النشر ولم يكن هذا فعلا خسيسا، فسأصرح بأنني حملت على نشر ملخص الآن (وسيسرني كثيرا أن يسمح لي القول بأن ذلك كان اتباعا لنصيحتك التي أسديتني إياها منذ وقت طويل) بسبب ما كان من والاس من إرسال الخطوط العريضة لاستنتاجاتي العامة لي. إن اختلافنا الوحيد [هو] أن ما قادني لآرائي هو ما فعله الانتقاء الاصطناعي بالحيوانات الداجنة. وسأرسل لوالاس نسخة من خطابي إلى آسا جراي؛ لأثبت له أنني لم أسرق نظريته. لكن لا أعرف ما إن كان نشره الآن سيكون تصرفا حقيرا وخسيسا أم لا. كان هذا انطباعي الأول، وكنت سأتصرف تبعا له دون شك لولا خطابك.

هذه مسألة تافهة لأزعجك بها، لكنك لا تعلم كم سأكون ممتنا لنصيحتك.

بالمناسبة، هل تمانع في إرسال هذا وردك على هوكر إلي؟ فحينئذ سيكون لدي رأي أفضل وأطيب صديقين لي. هذا الخطاب مكتوب بأسلوب رديء، وإنني أكتبه الآن؛ لأنني قد أقصي الموضوع برمته عن تفكيري لفترة؛ فقد أنهكني التفكير فيه.

فلتسامحني يا صديقي العزيز؛ فهذا خطاب تافه، متأثر بمشاعر تافهة.

مع إخلاصي الشديد

Unknown page