Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Genres
لا ترد على هذا الخطاب؛ فقد أرسلته لأنفس عما يجيش بداخلي.
من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر
داون 17 [يونيو]، 1856 ... أثار كتاب وولستن [«تباين الأنواع»، 1856] بالغ اهتمامي الشديد، رغم أنني أختلف «كثيرا» مع العديد من مبادئه. هل قرأت من قبل أي شيء، مع الوضع في الاعتبار كم يتطرف وولستن كثيرا، بسخافة هجومه على أولئك الذين يجاوزونه في الشطط: «خبيث للغاية»، «سخيف»، «غير منطقي»؟ أعتقد أن المعتقدات الدينية وراء بعض من هذا. وقد قلت له إنه أشبه بكالفين يحرق أحد الهراطقة. لكنه كتاب قيم ورائع جدا في رأيي. من الجلي أنه قد قرأ القليل جدا مما لا يتسق مع آرائه. وقد حثثته على قراءة مقال نيوزيلاندا. كما أن معلوماته الجيولوجية، كما أخبرته، منحصرة إلى حد ما في العصر الإيوسيني. في الواقع لقد كاتبته بصراحة شديدة؛ أخشى أنها صراحة مبالغ فيها؛ إنه يقول إنه على يقين أن الصراحة المفرطة هي سمتي المميزة: لا أعلم إن كان يقصد استهزاء بهذا أم لا؛ أرجو ألا يكون كذلك. على ذكر جيولوجيا العصر الإيوسيني، انتابني غضب شديد بشأن زعم القارة الأطلنطية، لا سيما جراء رسالة من وودورد (الذي نشر كتابا رائعا حول الأصداف)، الذي يبدو أنه لا يساوره شك في أن كل الجزر التي في المحيطين الهادئ والأطلنطي هي بقايا لقارات، غرقت خلال فترة حياة أنواع حية الآن، حتى إنني انفعلت بعض الشيء وكتبت إلى لايل معترضا، وذكرت كل القارات التي افترض وجودها في السنوات الأخيرة كل من فوربس (الآثم الرئيسي!) و«أنت»، ووولستن، ووودورد، مكونين معا امتداد صغيرا من اليابسة! إنني محتد بعض الشيء بسبب هذه المسألة؛ ومن ثم، إن لم أكن مخطئا بالفعل، فإنني متأكد تماما أنني سأصبح كذلك ...
لقد استمتعت كثيرا بخطابك. الوداع
سي داروين
ملحوظة:
18 [يونيو]. لقد كتب لايل خطابا «رائعا» بحقك، كان من المفترض أن يثير استيائي التام، لكن لا أستطيع أن أقول إنه قد فعل ذلك حقا.
إلا أنني لا بد أن أحاول ألا أحتد، بل أتوقف عن ذلك، وأحاول أن أتواضع، وأسمح لكم جميعا بافتراض وجود قارات، بالسهولة نفسها التي يعد بها الطاهي الفطائر.
من تشارلز داروين إلى سي لايل
داون، 25 يونيو [1856]
Unknown page