187

Charles Darwin

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

Genres

يكفي هذا بالنسبة للجزء الخاص بالعمل من خطابي. يؤسفني جدا سماع أخبار غير جيدة بالمرة عن صحتك: إن حياتك ثمينة جدا مع وجود أسرتك الكبيرة، وإنني متأكد أنها لا بد أن تكون سعيدة مع كل نشاطك وصلاحك، أو سعيدة بالقدر المعقول الذي يمكن توقعه في ظل كل هموم المستقبل التي لدينا.

لا يمكن توقع أن يكون الحاضر مثل الأيام التي وجدنا فيها خنفساء الصليب الأرضية أسفل جذوع الصفصاف الخلابة تلك، التي أعشق ذكراها. والآن أجد فائدة كبيرة في القليل الذي أعرفه عن علم الحشرات الذي أدين به لك كاملا. يسرني كثيرا أنك قد منحت نفسك راحة من واجبات أيام الآحاد؛ فكم من الأسقام قد عانيت منها في حياتك! الوداع يا عزيزي فوكس. أشدد على شكري لك بإخلاص على مد يدك بالعون».]

من تشارلز داروين إلى دبليو دي فوكس

داون، 7 مايو [1855]

عزيزي فوكس

لقد كلفتك مراسلتي قدرا كبيرا من المتاعب، إلا أن هذا الخطاب لن يفعل ذلك. وجدت خطابك عند عودتي للمنزل يوم السبت بعد أسبوع من العمل في لندن. حين كنت هناك، رأيت ياريل، الذي أخبرني أنه تفحص بعناية كل النقاط المتعلقة بالبطة الصياحة، ولم يساوره أي شك أنها متطابقة تماما مع ضروب شائعة في حديقة سان جيمس بارك، وأنها هجنت بكثرة معها؛ لذا سيسرني كثيرا الحصول على فرخ بط في سن سبعة أيام وأحد الطيور العجوزة، في حال ماتت إحداها ميتة طبيعية. أخبرني ياريل أن سابين قد جمع أربعين ضربا من البط الشائع! حسنا، لنرجع للعمل؛ إنني متأكد أن لا أحد يستطيع أن يحدد لي أفضل منك العمر المميز للدجاج الصغير. فيما يتعلق بالهياكل العظمية، كنت أخشى أنه سيكون من المستحيل أن أستخلصها، لكن أعتقد أنني سأتمكن من قياس الأطراف، إلخ بتحسس المفاصل. ما تقوله عن الديوك العجوزة يؤكد بالضبط ما خطر لي، وسوف أستخلص هياكل الديوك العجوزة . إذا ما نفق ديك رومي بري عجوز لديك، فلتتذكرني رجاء ؛ فإنني لا أريد فرخ ديك رومي، ولا كلب درواس. أشكرك شكرا جزيلا على العرض. لدي جراء كلاب بولدوج وكلاب سلوقية محفوظة في الملح، وكان لدي أمهار صغار لخيل جر عربات وسباق أخذت قياسات أجزائها بعناية. يساورني الشك فلا أعلم ما إن كنت سأقدم شيئا مفيدا بالمرة أم لا؛ فالأمور تخرج عن حدود قدراتي.

مع إخلاصي الشديد

سي داروين [قد يكون هنا المكان المناسب لهذا الاقتباس من خطاب إلى السيد فوكس، رغم أنه بتاريخ لاحق، يوليو، 1855:

شكرا جزيلا على دجاجة دوركينج البيضاء ذات السبعة الأيام، وعلى غيرها مما وعدت به. هكذا يصير لدي «حجرة رعب» بحق، وقد زاد تقديري لكرمك أكثر حتى من ذي قبل؛ فقد ارتكبت الفعلة الآثمة وقتلت حمامة هزازة ملائكية صغيرة وواحدة من الحمام النفاخ في عمر العشرة الأيام. جربت مع الأولى الكلوروفورم والإيثر، ورغم أنها تبدو ميتة سهلة تماما، فقد طال الأمر؛ ومع الثانية جربت وضع كتل سيانيد البوتاسيوم في زجاجة رطبة كبيرة جدا، قبل وضع الحمامة فيها بنصف ساعة، وهكذا كان غاز حمض البروسيك المنبعث سريع الفتك للغاية.

في خطاب إلى السيد فوكس (23 مايو، 1855) يأتي أول ذكر لعمل أبي الشاق فيما يتعلق بتربية الحمام:

Unknown page