133

Charles Darwin

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

Genres

1854، يوليو: ثلاثة أيام في منزل أحد الأقارب.

1854، أكتوبر: ستة أيام في منزل أحد الأقارب.

سنلاحظ أنه غاب عن المنزل ستين أسبوعا خلال اثني عشر عاما. لكن لا بد أن نتذكر أن كثيرا من الوقت المتبقي الذي قضاه في داون ضاع بسبب اعتلال صحته.] (2) الخطابات

من تشارلز داروين إلى آر فيتزروي

داون [31 مارس، 1843]

عزيزي فيتزروي

أمس قرأت، في دهشة وحماس شديد، خبر تعيينك حاكما لنيوزيلاندا. لا أعلم إن كان علي أن أهنئك على ذلك، لكن أعلم يقينا أنني لا بد أن أهنئ المستعمرة، على فوزها بهمتك ونشاطك. إنني في غاية التلهف لمعرفة ما إذا كان الخبر صحيحا؛ فلا يسعني احتمال خواطر مغادرتك البلاد دون أن أراك ثانيا؛ فكثيرا ما يراود الماضي ذاكرتي، وأشعر أنني أدين لك بكثير من بهجتي الماضية، والمصير الذي آلت إليه حياتي بالكامل، الذي كنت سأجد فيه غاية الرضا (لو كانت حالتي الصحية أشد بأسا). وما من مرة ذهبت فيها إلى لندن خلال الثلاثة الشهور الماضية إلا ولدي نية الزيارة على أمل رؤية السيدة فيتزروي ورؤيتك؛ لكنني أجد، لسوء حظي الشديد، أن الانفعال البسيط الناتج عن الخروج من نظام حياتي بالغ الهدوء يصيبني بالإرهاق الشديد عامة، حتى إنني بالكاد أستطيع فعل أي شيء حين أكون في لندن، بل حتى إنني لم أستطع حضور أحد الاجتماعات المسائية للجمعية الجيولوجية. بخلاف ذلك، أنا على خير ما يرام، وكذلك، حمدا لله، زوجتي والطفلان. إن العزلة الشديدة التي تلف هذا المكان تناسبنا تماما، وإننا مستمتعون بحياتنا الريفية للغاية. لكنني أكتب أمورا تافهة عني، بينما لا بد أن ذهنك ووقتك مشغولان تماما. ما أرمي إليه في كتابتي إليك هو أن أرجوك أنت أو السيدة فيتزروي أن تتفضلا بإرسال خطاب قصير تقول لي فيه ما إن كان الأمر صحيحا أم لا، وما إن كنت ستسافر قريبا. سوف آتي الأسبوع القادم ليوم أو اثنين، فهل يمكنك مقابلتي ولو حتى لخمس دقائق، إذا جئت مبكرا صباح يوم الخميس؛ أي في التاسعة أو العاشرة، أو في أي ساعة تكون قد أنهيت فيها فطورك (إن كنت تبكر في الاستيقاظ كما كنت تفعل في أثناء قيادتك للسفن)؟ أرجوك أن توصل أطيب تحياتي إلى السيدة فيتزروي، التي أثق أنها تستطيع التطلع لرحلتها الطويلة بشجاعة.

لك مني خالص الود يا عزيزي فيتزروي

الممتن لك بصدق دائما

تشارلز داروين [قد يستحق اقتباس من خطاب آخر (1846) إلى فيتزروي أن أعرضه، حيث يبرهن على حبه الشديد لقبطانه العجوز. «وداعا يا عزيزي فيتزروي، كثيرا ما أفكر في الأفعال الكثيرة التي تنم عن الكرم والطيبة التي أسديتها إلي، وبخاصة تلك المرة، التي لا شك أنك نسيتها تماما، قبل الوصول إلى ماديرا، حين جئت وأعددت أرجوحتي الشبكية بيديك، وهو ما سمعت فيما بعد أنه أجرى الدموع في مقلتي أبي».]

Unknown page