Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Genres
سي دي [ولما كانت أموره تسير هكذا على خير ما يرام حتى ذلك الوقت، فقد تمكن من تنفيذ خطته بالإقامة في كامبريدج، التي استقر بها في العاشر من ديسمبر عام 1836. في بداية إقامته، حل ضيفا في منزل آل هنزلو المريح، لكنه انتقل بعد ذلك للإقامة في غرفة بكليته، من أجل العمل دون مقاطعة. من ثم، في الثالث عشر من مارس عام 1837، يكتب إلى فوكس من لندن:
لقد كانت إقامتي في كامبريدج أطول مما توقعت، وذلك بسبب عمل كنت قد عزمت على إنهائه هناك: وهو فحص جميع عيناتي الجيولوجية. لا تزال كامبريدج مكانا لطيفا للغاية، لكنها لم تعد تتسم ولو بنصف البهجة التي كانت عليها من قبل؛ فالسير في ساحات كلية كرايست بينما لا أعرف أي شخص من ساكني الغرف هناك قد أشعرني بالكآبة إلى حد ما. والمثلبة الوحيدة التي وجدتها في كامبريدج هي أنها مبهجة للغاية؛ فثمة حفلة لطيفة أو غيرها كل ليلة، ولا يمكن للمرء هناك أن يفلت من حضور هذه الحفلات بقوله إنه منشغل في العمل مثلما يمكن له أن يفعل في هذه المدينة العظيمة.
يوجد ذكر طفيف لإقامة والدي في كامبريدج في السجلات التي تدون فيها الغرامات والرهانات، وهي توجد في غرفة الاستراحة بكلية كرايست، وتعطينا السجلات الأقدم انطباعا غريبا عن الحالة المزاجية للشباب في فترة ما بعد العشاء. لم يكن يسمح بأن تكون الرهانات على المال، وإنما كانت على زجاجات النبيذ، مثلها في ذلك مثل الغرامات. وأما الرهان الذي قدمه أبي وخسره، فهو مسجل على النحو التالي:
23 فبراير 1837، السيد داروين في مقابل السيد بينس: قياس غرفة الاستراحة من السقف إلى الأرضية يساوي أكثر من «س» قدم.
زجاجة واحدة تقدم في اليوم نفسه.
ملحوظة:
يمكن للسيد داروين أن يأخذ القياس من أي جزء يرغب فيه في الغرفة.
إضافة إلى ترتيب العينات المرتبطة بالجيولوجيا وعلم المعادن، كان يعمل على عمله «يوميات الأبحاث»، وهو ما كان يشغل أمسياته في كامبريدج. كما أنه قد قرأ ورقة بحثية قصيرة أمام جمعية علم الحيوان،
1
وورقة بحثية أخرى أمام الجمعية الجيولوجية
Unknown page