294

Al-ʿasjad al-masbūk waʾl-jawhar al-maḥkūk fī ṭabaqāt al-khulafāʾ waʾl-mulūk

العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

Genres

وفيها مات ابو الفتح موسى 57 بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك العقيلي الموصلي الفقيه الشافعي، الملقب كمال الدين اوحد فقهاء عصره، في علم الفنون والاصول والحكمة والمنطق والمعقولات، وكان مولده سنة احدى وخمسين وخمسمائة. تفقه على ابيه وغيره ببغداد واخذ العربية عن طائفة بقرطبة، وبرع في العلوم 159 / ب/وتفرد في وقته وازدحم عليه الطلبة، وصنف التصانيف وجمع من العلوم ما لم يجمعه احد، حتى قيل انه كان يتقن اربعة عشر فنا، اتقانا لا احدا يبلغه فيه، وكان الحنفية يقرأون عليه ويحل مسائل الجامع الكبير احسن حل، وكان اهل الذمة يقرأون عليه التوراة والانجيل وكان الابهري 58 مع جلالة قدره يقعد بين يديه، ويشتغل عليه وكانت 59 وفاته في شعبان من السنة المذكورة.

ومات ابو محمد عبد الرحيم 60 بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبد الله المعروف بابن سكينة الملقب عون الدين. وكان شابا جميلا من بيت مشهور بالرئاسة والتقدم والتصرف والتصوف والرواية والعبادة والافضال وكان حسن المعتقد كثير الخوف من الله سريع الدمعة رقيق القلب وكان باطنه خيرا من ظاهره لله عز وجل وللناس قليل الوقيعة فيهم كثير الصدقة متحريا في اخراج ما يجب عليه، وكان كثير الحرص على الدنيا محبا لها مؤثرا لجمع المال وتكثيره، ولم يحظ منه بطائل. توفي في سابع عشر شعبان من السنة المذكورة، ودفن تحت قدمي والده بوصية منه، ورثي باشعار كثيرة.

Page 504