295

Al-ʿasjad al-masbūk waʾl-jawhar al-maḥkūk fī ṭabaqāt al-khulafāʾ waʾl-mulūk

العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

Genres

وفيها توفي ابو عبد الله احمد 61 بن الحسين بن احمد بن معالي ابن منصور بن علي الضرير النحوي المعروف بابن الخباز الفقيه الشافعي، وكان فقيها عارفا فاضلا نحويا لغويا عروضيا حافظا للقرآن المجيد. وكان يحفظ كثيرا من اللغة ودواوين الاشعار قديمها وحديثها، وصنف كتبا مفيدة في النحو وغيره وتفقه به الناس، وله اشعار حسنة توفي بالموصل في شهر رجب من السنة المذكورة (وكانت ولادته بالموصل سنة تسع وثمانين وخمسمائة واصله من اربل). 62 ومات ابو عبد الله محمد 63 بن علي بن سعيد بن ابي نصر الحصيني الضرير النحوي وكان مشتغلا بعلم الادب حصل منه طرفا صالحا وكابد من الفقر شدائد وكان ذكيا مقبول الصورة خيرا عاقلا متواضعا، صحيح الذهن، وطلب الى دار الخلافة، وكان يقرأ عليه بعض الجهات الخاصة، وانعم عليه بمال خطر فملك دارين، وترمقت حاله، وكثر ماله وصار ذا جاه عريض وقول مسموع وشفاعة مقبولة، توفي في عاشر شهر شوال من السنة المذكورة.

ومات قاضي القضاة ابو المعالي عبد 64 الرحمن بن مقبل 65 بن علي الواسطي المقرىء الشافعي الملقب عماد الدين قدم بغداد شابا حافظا للقرآن، فتفقه بها، وصار عارفا بالمذهب فاستنابه قاضي القضاة ابو صالح بن عبد القادر واذن له في الاسجال عنه الى ان عزل قاضي القضاة في سنة ثلاث وعشرين ثم اختاره الخليفة للقضاء، فقلده قضاء القضاة في سنة اربع وعشرين وخلع عليه في دار الوزارة، واركب على بغلة بعدة كاملة وسلم اليه عهده بعد ان قرىء بعضه وسلم اليه جميع المدارس والربط والوقوف عليها ثم ولي التدريس 66 بالمدرسة المستنصرية فلم يزل على ذلك الى ان عزل سنة ثلاث وثلاثين. وكان دينا صالحا فقيها جميل الهيئة وقورا مهيبا لين الجانب 160 / أ/حسن السيرة توفي في ثالث عشر من ذي الحجة من السنة المذكورة.

Page 505