259

Al-ʿāqiba fī dhikr al-mawt

العاقبة في ذكر الموت

Editor

خضر محمد خضر

Publisher

مكتبة دار الأقصى

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Publisher Location

الكويت

فصل طول يَوْم الْقِيَامَة
أعلم رَحِمك الله أَن يَوْم يَوْم الْقِيَامَة لَيْسَ طوله كَمَا عهِدت من طول الْأَيَّام بل هُوَ آلَاف من الأعوام ينْصَرف فِيهِ هَذَا الْأَنَام على الْوُجُوه والأقدام حَتَّى ينفذ فيهم مَا كتب لَهُم وَعَلَيْهِم من الْأَحْكَام وَلَيْسَ يكون خلاصهم دفْعَة وَاحِدَة وَلَا فراغهم فِي مرّة وَاحِدَة بل يتخلصون ويفرغون بفراغ الْيَوْم لَكِن طول ذَلِك الْيَوْم خمسين ألف سنة فيفرغون بفراغ الْيَوْم ويفرغ الْيَوْم بفراغهم
وَلَيْسَ أَيْضا هَذَا الْيَوْم مثل أَيَّام الدُّنْيَا الَّتِي تكون على حكم دوران الْفلك إِذا ذهب اللَّيْل جَاءَ النَّهَار وَإِذا ذهب النَّهَار جَاءَ اللَّيْل حِكْمَة الله الَّتِي حيرت الْعُقُول وأكلت الْأَبْصَار وأخرست الألسن
لَيْسَ هُنَاكَ ليل إِنَّمَا هُوَ وَقت وَاحِد على صفة وَاحِدَة وَهَذَا الَّذِي يُسمى يَوْمًا انما هُوَ مِقْدَار من ذَلِك الْوَقْت يطوله الله ﷿ مَا شَاءَ ويقصره مَا شَاءَ ويسمي مَا شَاءَ بِمَا شَاءَ
وَذكر مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ مَا من صَاحب ذهب وَلَا فضَّة لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقّهَا إِلَّا إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة صفحت لَهُ صَفَائِح من نَار فأحمي عَلَيْهَا فِي نَار جَهَنَّم فيكوى بهَا جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أُعِيدَت لَهُم فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة حَتَّى يقْضِي بَين الْعباد فَيرى سَبيله إِمَّا إِلَى الْجنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار قيل يَا رَسُول الله فالإبل قَالَ وَلَا صَاحب إبل لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقّهَا وَمن حَقّهَا حلبها يَوْم وردهَا إِلَّا إِذا

1 / 281