223

Al-ʿāqiba fī dhikr al-mawt

العاقبة في ذكر الموت

Investigator

خضر محمد خضر

Publisher

مكتبة دار الأقصى

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Publisher Location

الكويت

عَنْهَا قَالَت قَالَ رَسُول الله ﷺ إِن للقبر ضغطة لَو نجا مِنْهَا أحد لنجا مِنْهَا سعد بن معَاذ
وَذكر مُسلم من حَدِيث عبد الله بن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ إِن أحدكُم إِذا مَاتَ عرض عَلَيْهِ مَقْعَده بِالْغَدَاةِ والعشي إِن كَانَ من أهل الْجنَّة فَمن أهل الْجنَّة وَإِن كَانَ من أهل النَّار فَمن أهل النَّار يُقَال هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله يَوْم الْقِيَامَة
ويروى عرض على مَقْعَده
وَهَذَا ضرب من الْعَذَاب كَبِير وَعِنْدنَا الْمِثَال فِي الدُّنْيَا بِمن يعرض عَلَيْهِ السَّيْف للْقَتْل أَو غَيره من آلَات الْعَذَاب أَو بِمَا يهدد بِهِ من غير أَن يرى الْآلَة ونعوذ بِاللَّه من عَذَابه وعقابه بكرمه وَرَحمته
وَقد صحت الْأَحَادِيث عَن النَّبِي ﷺ فِي عَذَاب الْقَبْر على الْجُمْلَة وَلَا مطْعن فِيهَا وَلَا معَارض لَهَا وَإِنَّمَا اخْتلف النَّاس هَل تعذب الرّوح فِي الْقَبْر قبل أَن ترد إِلَى الْجَسَد أَو تعذب فِيهِ بَعْدَمَا ترد إِلَيْهِ لِأَن الرِّوَايَة فِي رد الرّوح إِلَى الْجَسَد فِي الْقَبْر لم تصح صِحَة عَذَاب الْقَبْر من غير ذكر رد الرّوح وَحَدِيث رد الرّوح إِلَى الْجَسَد فِي الْقَبْر ذكره أَبُو دَاوُد أَيْضا وكيفما كَانَ فالعذاب محسوس والألم مَوْجُود وَالْأَمر شَدِيد
وَقد ضرب بعض الْعلمَاء لتعذيب الرّوح مثلا بالنائم فَإِن روحه تتنعم أَو تتعذب والجسد لَا يحس بِشَيْء من ذَلِك فتفكر أَيهَا الْإِنْسَان فِي نَفسك وتخيل حالك عِنْد حُلُول رمسك وَهل يكون أول سعدك أَو يكون أول نحسك
وَقد جَاءَ فِي الْخَبَر أَن الْقَبْر أول منزل من منَازِل الْآخِرَة فَإِن نجا مِنْهُ صَاحبه فَمَا بعده أيسر مِنْهُ وَإِن لم ينج مِنْهُ فَمَا بعده أَشد مِنْهُ

1 / 245