Caqiba Fi Dhikr Mawt
العاقبة في ذكر الموت
Investigator
خضر محمد خضر
Publisher
مكتبة دار الأقصى
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٦ - ١٩٨٦
Publisher Location
الكويت
فَقَالَ لَهُ لم أشارطك على نقاء اللَّوْن وَبَيَاض الْبشرَة وَإِنَّمَا شارطتك على ذهَاب الْأَلَم وحسم الدَّاء وَلست أنظر لَك فِيمَا تريده من إِزَالَة هَذَا السوَاد إِلَّا بِأَن تدفع إِلَيّ النّصْف الثَّانِي من مَالك
فَقَالَ لَهُ أَيهَا الْفَاضِل أَنا رجل غَرِيب بعيد الدَّار ناء عَن الْأَهْل وَإِذا دفعت لَك النّصْف الثَّانِي بقيت مُنْقَطِعًا بِي عَن أَهلِي ووطني فَقِيرا بِأَرْض غربَة عَالَة على من لَا يعرفنِي
فَقَالَ لَهُ لَا بُد لَك من أَن تُعْطِينِي مَا قلت لَك وَإِلَّا لم أنظر لَك فِي شَيْء مِمَّا تُرِيدُ
فَلَمَّا رأى الرجل أَنه لَا يجِيبه إِلَى معالجته وَالنَّظَر فِي أمره حَتَّى يُعْطِيهِ مَا سَأَلَ أَجَابَهُ إِلَى مَا أَرَادَ وَدفع إِلَيْهِ النّصْف الثَّانِي فعالجه حَتَّى ذهب عَنهُ سوَاده
فَلَمَّا بَرِيء قَالَ لَهُ أُبْقِي لَك شَيْء فَقَالَ لَا قَالَ فاستوجبت مَا أَخَذته مِنْك قَالَ نعم
فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا إِنِّي لم آخذ مَالك رَغْبَة فِيهِ وَلَا لأستأثر بِهِ دُونك وَلَكِن أردْت أَن أَدْرِي مِقْدَار نَفسك عنْدك وَأيهمَا أحب إِلَيْك المَال أم هِيَ فقد رَأَيْت وَهَذَا مَالك كُله مَرْدُود عَلَيْك لَا وَالله لَا آخذ مِنْهُ درهما وَاحِدًا فَرده عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ لَهُ مَا نحلتكم الَّتِي تنتحلون وَمَا شريعتكم الَّتِي بهَا تتشرعون فَقَالَ لَهُ نَحن مُسلمُونَ فَقَالَ وَمَا مُسلمُونَ فَقَالَ نَحن أمة مُحَمَّد ﷺ قَالَ وَمَا مُحَمَّد قَالَ رجل من الْعَرَب ثمَّ من قُرَيْش بَعثه الله تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولا وَاخْتَارَهُ صفيا أَمينا فَبلغ الرسَالَة وَأدّى الْأَمَانَة وَذكر لنا أَن بَين أَيْدِينَا يَوْمًا يبْعَث فِيهِ الْأَمْوَات ويجازي فِيهِ بالسيئات والحسنات
فَقَالَ لَهُ وَكَيف انتم فِي اتِّبَاعه قَالَ إِنَّا لنسلك فِي غير هَدْيه ونترك كثيرا من أمره
قَالَ وَالله يَا هَذَا مَا أَقُول بِمَا تَقولُونَ وَمَا ردني كَمَا ترى جلدَة على عظم إِلَّا الفكرة فِي الْمَوْت خَاصَّة وَفِيمَا هُوَ فَكيف لَو قلت بِمَا تَقولُونَ مِمَّا بعد الْمَوْت من
1 / 44