303

Cadl Wa Insaf

العدل والإنصاف للوارجلاني

Genres

الثامنة: تحرير هؤلاء المشركين بعد أن حاربهم المسلمون وفتحهم الله عليهم وصاروا لهم خولا وعبيدا وأزاجهم وأموالهم إماء ورقيقا، ونقلهم إلى أحكام الجزية واعتقهم على المسلمين وأجرى علهيم أحكام الأحرار بعد العبودية بغير مؤامرة ملاكها وأجاز النكاحات والشهادات/ والمعاملات. وأجرى عليهم الحدود من القطع والرجم والجلد والقصاص والجنايات وجعل على رقابهم الجزاء وفي أموالهم الفيء. وهذا كله رأي من رأيه وحكم من أحكامه. وهذا كله إنما فعله عمر بمشاورة ذوي الرأي من المهاجرين والأنصار. وأطبقت الأمة بعد ذلك فهو إجماع وتتابعت عليه العامة، ولا ينظر إلى شذوذ من شذ.

التاسعة: إجلاؤه اليهود والنصارى بعد عهد الله وذمة رسوله عليه السلام. أجلى أهل خيبر وأهل فدك. وأجلى النصارى نجران برأي وحكم من أحكامه. وأما إجلاؤه أهل خيبر فإنهم عارضوه بذلك. قال له ابن أبي الحقيق أجلينا يا عمر وقد عقد له محمد الذمة؟ فقال له عمر: أتظن أني نسيت قول رسول الله عليه السلام حيث قال: »كأني بك وناقتك ترقص بك« (¬1) . وقد قال رسول الله عليه السلام: »آمركم ما أمركم/ الله عز وجل« (¬2) . وأما أهل نجران فإنهم رجعوا إلى معاملة الربا وقد شرطها عليهم رسول الله عليه السلام ألا يتعاملوا بالربا أيام أعطاهم العهد وصاروا ذمة فخيرهم عمر فأجلاهم وأعطاهم عوض أموالهم بنجران في أرض العراق.

وأما فدك فهي خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

العاشرة: تمصيره الأمصار وتدوينه الدواوين وقسمه الفيء على غير الطريقة التي قسمها رسول الله عليه السلام وعلى غير ما قسمها أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وذلك أن رسول الله عليه السلام جعل الفيء في حوائج المسلمين وآثر به أهل الفاقة والحاجة وقسم أبو بكر بالسوية،

Page 304