باب[4]
يشتمل على تفاصيل من به يقتدى من العترة، وبنوره[71-ب] يهتدى وهو من لا يجب له شيء مما هنالك حتى يصلح ما فسد ويرجع إلى الله سبحانه مما به عنده؛ فمن تاب تاب الله عليه ومن أصلح فأجره على الله -والحمد لله-؛ وقد شمل مضمون ما ذكرنا قوله تعالى في سورة (الملائكة)(1) {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير، جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير، وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور، الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب}[ ]}.
قلت: قلت: اعلم أنا إنما ترجمنا أول هذا الباب بتلاوتنا لهذه الآية الكريمة إلا لما كانت الأمة بأسرها على اختلاف أهوائها وأديانها [تعتقد]أن الله -سبحانه وتعالى- أخبرنا بها أنه أورث كتابه المبين من اصطفاه من أمة سيد المرسلين، فمن قال من عامة علماء المسلمين أن المصطفى لوراثة كتاب رب العالمين هم جميع أمته -صلى الله عليه وآله وسلم- وشرف وكرم من الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم إلى يوم الدين وأنه اختصهم لكرامة الانتماء إلى أفضل رسل الله وحمل الكتاب الذي هو أفضل كتب الله، ثم قسمهم إلى ظالم لنفسه مجرم وهو المرجئ لأمر الله، ومقتصد وهو الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا، وسابق من السابقين.
Page 227