ق ٢٥ (ب)
اللهِ r عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ ﷿ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فهَلْ بَعْدَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ، قَالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ. قُلْتُ: مَا دَخَنُهُ؟ قَالَ:: قَوْمٌ تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ. قُلْتُ: فهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأمرنى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ. فقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ، وَأَنْتَ كذَلِكَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ: نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا) . صحيح أخرجاه في الصحيحين بمعناه عن أبي موسى محمد بن المثنى، عن الوليد، ورواه البخاري أيضًا عن يحيى بن موسى خت البلخي (١)، عن الوليد.
٤٠- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن السكن بقراءتي عليه، قلت له: أخبركم أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ قال: أنبأ أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع، ثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاءًٍ، ثنا حفص الربالي، ثنا يحيى يعني القطان، عن إسماعيل، أخبرني قيس بن أبي حازم قال: قال لي جرير بن عبد الله: قال لي رسول الله ﷺ: (ألا تريحني من ذي الخلصة، وكانت بيتًا في خثعم يسمى كعبة اليمانية، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، قال: وكانوا أصحاب خيل
ــ
(١) يحيى بن موسى البلخي لقبه "خت"
1 / 48