واندلق عليها وقبل شفتيها قبلة طويلة شرهة حتى مال رأسها إلى مسند الكنبة ثم أمطرها قبلا نهمة حامية، ورفع وجهه عن وجهها أنملة وهمس: قبليني، أريد أن أشعر بشفتيك تأكلان شفتي .. هه.
وكانت بحال من الإعياء لم تدع لها قدرة على العصيان، فرفعت وجهها قليلا وقبلته، ثم غمغمت: لم نجئ هنا لهذا ... - إذن لماذا؟ - لنجلس ونتحدث!
فأطبق شفتيه على شفتيها، ثم عطف وجهه فجعل يده على فيها وهمس في أذنها: هذا أفضل، لقد تكلمنا كثيرا، وأعيد عليك أنك زوجي، زوجي ولو ناصبتني الدنيا العداء. هي مسألة وقت لن يطول ...
لعله يظن أنها جزعة متعجلة، فلتدعه في وهمه، ولعل الانتظار أوفق لحال أسرتها التي لا ترحب بزواجها الآن، ولا تستطيع أن تعد العدة له. ليس في الانتظار ضرر ولكنها لن تعلن عما في ضميرها، وعاد سلمان يقول: مسألة وقت، ولكن ما أحوجنا في فترة الانتظار إلى الترفيه.
ومد يسراه وراء ظهرها، ويمناه حول صدرها، فشعر بثدييها تحت ساعده ناهدين صلبين، فغلا دمه وضمها إليه بوحشية، وانهمرت أنفاسه على خدها وعنقها. وعاودها الذهول والتخدير، والرغبة والخوف، وامتزج في صدرها القلق واللذة واليأس، ثم اشتدت الظلمة، ظلمة عميقة غريبة، كأنما تنشر أجنحتها على فضاء لا نهائي، فلا مكان ولا زمان. •••
قالت لها أمها: تأخرت أكثر من كل يوم.
فقالت واجمة: أردت أن أنتهي من عملي، وقد انتهيت.
ثم وضعت في يد الأم خمسة وسبعين قرشا واستطردت قائلة: أعطوني الحساب كله وسأحتفظ لنفسي ببقية الجنيه.
وسكتت الأم فمضت الفتاة إلى حجرتها وأخذت تخلع ملابسها، وفي السكون الشامل ترامى إليها صوت حسنين وهو يطالع، فترك في نفسها أثرا عجيبا، لم تدر إن كان خوفا أم حزنا خالصا.
28 - بهية ولطافة المغيب هم شيء واحد في نفسي.
Unknown page