وخرس حسونة فلم ينطق. ودخل الرجل على مهل، حتى تناول الرزمة من يد عبدون المرتجفة. والتفت نحو حسونة قائلا: هل ظننت أن عيني غفلت عنك دقيقة واحدة؟
فتح الرجل فاه، ولكن شنكل لطمه بيد كالمطرقة؛ فاندلق من ركن الأريكة فوق الأرض وهو يتأوه وكأنه يتقايأ. وقال له بهدوء مخيف: اختف إن كنت تحب الحياة.
واستدار ليغادر المكان ولكن صفارة انطلقت. وطوق باب الدكان في ثوان بالمخبرين.
ودخل الضابط شاهرا مسدسه، وهو يقول بلهجة آمرة: كل واحد في مكانه.
وانقض عليهم المخبرون قبل أن يفيقوا من ذهولهم. وقال الضابط يخاطب شنكل: أتعبتنا أسبوعا كاملا، الله يتعبك.
وعند الظهر وقفت سيارة مرسيدس أمام القسم، وغادرها رجل ربعة بدين ذو لغد هائل. قابل ضابط المباحث فصافحه، ثم جلس وهو يقول: جئت بناء على إشارتك.
فقال الضابط: قبض على سارق جاكتتك، ووجدت نقودك كاملة لم تمس، وسوف تتسلمها في الوقت المناسب، ولكن ينبغي أن نبقى لإتمام بعض الإجراءات.
رمق الوجيه على سيف الضابط بنظرة امتنان، وتمتم: همة عظيمة حقا!
فقال الضابط بلهجة ساخرة، وهو يتفحصه بنظرة ذات معنى: أرجو أن تكون في موضعها.
وقلق الوجيه وتأكدت ظنون طالما ساورته، ولكنه كان شديد الحذر، وعليه أن يستزيد من هذا الحذر مستقبلا. واستطرد الضابط قائلا بلهجته الساخرة: مبارك عليك. المال الحلال لا يضيع!
Unknown page