Batl Fatif Ibrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Genres
اتحاد إنكلترا مع تركيا ضد محمد علي والدولة المصرية. ***
إن نقصان دخل البلاد إبان الحروب، وكثرة النفقات على الجيوش، أحوج محمد علي إلى الأموال. ثم إرسال الباب العالي رشيد باشا إلى حدود سوريا من جهة الأناضول وحشده الرجال والإتيان بالسلاح، أحوج محمد علي إلى الرجال، فأخذ بالبحث عن هذين الموردين؛ لأن مصر أعطت كل ما كان بإمكانها إعطاؤه، ففكر في عقد القروض في أوروبا، ولكن أصحاب الأموال والدول اشترطوا أن يوافق الباب العالي على تلك القروض؛ لأن محمد علي كان واليا على مصر وسوريا، فلا يكون القرض صحيحا إلا بموافقة السلطان، ولا يأمن أصحاب المال على مالهم إلا بتقديم الضمانة. وهذا أيضا ما كان يطلبه أصحاب الأموال ولا يسلم به محمد علي. وكانت الأموال التي يتوصل إليها محمد علي من الخارج هي عبارة عن «سلف» على القطن؛ فمحل بريجس وتوربون ومحل غوتيه وباستره هي المحلات التجارية التي كانت تقدم السلف على القطن المصري، فمحل باستره قدم لمحمد علي 300 ألف ريال إبان حصار عكا.
ولما عرضت فرنسا في سنة 1833 تقديم عرض كبير مقابل ضمانات يقدمها محمد علي، أبى تقديم الضمانات؛ لأنه كان يطلب سلفا لمدد قصيرة لا قروضا لمدد بعيدة طويلة؛ لذلك رفض ما عرضه عليه روتشلد، وهو إقراضه مائة مليون فرنك، وعرض عليه قرض آخر على أن يكون ضمانته دخل الحكومة، فرفض أيضا وأصدر أمره إلى إبراهيم باشا بتحصيل الأموال وتجنيد الرجال من البلاد التي فتحها وتولى حكمها، فغالى الولاة والحكام في ضرب الضرائب وطلب التجنيد، فكان ذلك سببا للفتن والثورات في تلك البلاد، بل قد لا ترجع تلك الفتن إلى سبب واحد، إنما إلى عدة أسباب:
الأول:
إزالة نفوذ أصحاب الإقطاعات في تلك البلاد وحكمها حكما نظاميا أغضبهم؛ لأنه قطع أرزاقهم وسلطتهم على الشعب.
الثاني:
وقوف رشيد باشا بجيشه الجديد على الحدود، وإرساله الرسل إلى أولئك الناقمين، وحثهم على الفتن لاستعادة سلطتهم بمساعدة الباب العالي والدول.
الثالث:
ثقل حمل الضرائب والرسوم، وإفراط الحكام بالتحصيل، وتجنيد الشبان بالقوة.
الرابع:
Unknown page