Batl Fatif Ibrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Genres
ويقول المسيو لاني ترجمان قونصلاتو النمسا في مصر: إن مركز إبراهيم في داخل البلاد كان النجاح مضمونا له؛ فهو فضلا عما كان له من السلطة والهيبة قد تمكن من أن يضم إلى جانبه الأسر صاحبات النفوذ في البلاد، والتي كانت قبل عهده مهضومة الجانب بأن قدم عليها خصومها.
أضرب مثلا لذلك أسرة عبد الهادي في جنوب سوريا؛ فقد كان لها النفوذ الكبير على تلك البلاد الكثيرة الاضطراب، فأنزلت من مقامها ورفعت فوقها أسر أخرى من نابلس، إلى أن جاء الحكم المصري فصارت مدينة باستعادة منزلتها إلى إبراهيم باشا. وحديثا عندما مات الشيخ حسين مدير إيالة صيدا، عين إبراهيم باشا أخاه محمودا خلفا له، ورقى ابنه صالحا إلى رتبة أميرالاي في الحرس، وأسدى إلى جميع أفراد هذه الأسر المناصب والرتب، حتى صارت مخلصة للحكومة المصرية.
وتركت الحكومة المصرية لحليفها الأمير بشير الشهابي استقلاله في إدارة لبنان. ولبنان ظل في كل وقت - بفضل طبيعته الجبلية، وحزم سكانه، وشدة مراسهم - ملجأ للحرية المضطهدة وحامي الاستقلال، فهو في سوريا مثل بيمونتي في إيطاليا.
فالأمير فخر الدين المعني (1585-1635) كان قبل الأمير بشير أول من أوجد وحدة حكم لبنان الكبير، وأنقذه بالحيلة واللين والدهاء من حكم الباب العالي باستناده إلى أوروبا.
أما الأمير بشير، فإنه وجه نظره إلى مصر أم المدنية ومهد النهضة الحديثة في الشرق. ا.ه.
ولقد ذكرنا في فصل سابق تأليف ديوان المشورة في دمشق من 22 عضوا يمثلون جميع المذاهب، أما ديوان مدينة بيروت فكان مؤلفا من 12 عضوا مراعاة لعدد السكان، وهم ستة من المسلمين: عبد الفتاح حمادة ناظر الديوان، وعمر بك بيهم، وأحمد العريس، وحسن البربير، وأمين رمضان، وأحمد جلول. وستة من المسيحيين وهم: جبرائيل حمصي، وبشارة نصر الله، وإلياس منسي، وناصيف مطر، ويوسف عيروط، وموسى بسترس.
وكان لكل مدينة متسلم يتولى إدارتها ويقوم بأعمال قاضي الصلح والمجلس البلدي، ثم مباشر يتولى وظيفة مدير المال.
الفصل العاشر
الفتن والثورات في فلسطين وسوريا.
أسبابها ونتائجها.
Unknown page