وفي أول جمادى الثاني وصل الفقيه أمير الدين العلفي الأموي الذي كان متوليا لبندر الشحر، بعد وصول عثمان بن زيد إلى ذلك المقر، فوصل المذكور إلى ضوران بهذا الأوان، ومعه قدر مائة وخمسين من الأصحاب وخاصة الأعوان، لم يشعر به الإمام إلا بالوصول عقب الفجر من محل مبيته بالمنشية ، تجنبا منه للقيا المتعبة.
وشكاة العدين من الجرموزي، وشكاة الشيخ راجح، طال بقاؤهم بحضرة الإمام من أول هذه السنة، ولم يقض غرضهم. وشكواهم الجور من المذكورين[68/ب] والمطالب الزائدة على ما كان من الماضين.
وروي أن الإمام قد أمر معهم من يناظر بينهم بعد أن قام من المرض، وإلا فكان معرضا عنهم، والشكوى في الحقيقة عائدة من الإمام عليهم؛ لأنه المرخص للعمال في الذين يأخذونه من الأموال، وكان حالهم تحكيه ما قاله المتنبي، حيث يقول:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى
عدوا له ما من صداقته بد
وفي هذه السنة روى أنه ولد مولود للفقيه يحيى بن حسين السحولي الناظر على الوقف بصنعاء له رأسان وفمان، فسبحان الخالق لما يشاء.
وفي آخر شهر جمادى الآخرة كان قران الزهرة والمشتري في آخر برج العقرب.
ووصل يومئذ كتاب من العماني إلى الإمام يذكر فيه العتاب فيما جرى في أصحابه في ساحل عدن وعند بابه، وكان يتوعد تغليقه البحر من جهاته، وغير تارك أمره، وربما أن في كتابه إرعاد وإبراق من نحو كتابه السابق الذي شاع ذكره في الأفاق.
Page 384