158

وأما الرواية في صحيح مسلم [297/181] التي جاء فيها تفسير الزيادة بالرؤية وفيها: » ... فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟. فيكشف الله عنهم الحجاب فينظرون إلى الله، فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إلى وجهه، وهي الزيادة«. فهي معلولة أيضا وقد تكفل بالرد عليها المحدث القنوبي في كتابه "السيف الحاد" ص(148 167) ونقل كلامه هنا يطول فليرجع إليه من شاء بل فيه من التوسعة أنه تعرض بالنقض لدعوى من زعم أن لها شواهد وبين ما في ذلك من هفوات.

كما أن له كتاب خاص يبحث فيه الأحاديث الواردة في الرؤية وبيان ما فيها من علل على طريقة المحدثين سيصدر قريبا بإذن الله مما يدلك أن الروايات في الرؤية ليست ثابتة.

ولا يحتج هنا بأن روايات الرؤية جاءت في الصحيحين لأن كون الرواية أتت في الصحيحين أو أحدهما لا يعني صحتها على الإطلاق بل الذي أطلق وصف الصحة عليهما إنما أراد الغالب لا العموم وإلا فهناك ما يزيد على مائة عالم من غير الإباضية وأكثرهم من أتباع! وأئمة! المذاهب الأربعة وفيهم أيضا ابن تيمية وابن القيم وابن حزم والشوكاني وأمثالهم قد ضعفوا بعض الروايات في الصحيحين كما نص على ذلك العلامة المحدث القنوبي في كتابه "السيف الحاد" ص(181) وفي ذلك يقول: "هذا وقد وجدنا أكثر من مائة عالم من أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم ضعفوا بعض أحاديث الشيخين، أو أنهم قالوا بوجود بعض الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة فيهما، ولولا خوف الإطالة لذكرتهم مع بعض الأحاديث التي ضعفوها، وسأفرد ذلك برسالة خاصة بإذن الله تعالى". ومفاده أن الشيخ وقف على كلامهم ونصوصهم في ذلك، ثم سرد قائمة بأسمائهم تراها في الموضع المذكور.

Page 190