157

كما أن بعض روايات الرؤية في سندها عند البخاري ومسلم فضلا عن غيرهما (حماد بن سلمة) وهو خفيف الضبط، وله أوهام كما في "ميزان الذهبي" (1/590) بل فيه (1/593) ما نصه: "الدولابي حدثنا محمد بن شجاع الثلجي، حدثني ابراهيم بن عبدالرحمن بن مهدي، قال: كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث يعني التي في الصفات، حتى خرج مرة إلى عبادان، فجاء وهو يرويها، فلا أحسب إلا أن شيطانا خرج إليه من البحر فألقاها إليه". فمثله لا يستنام إلى روايته.

وفي بعض روايات الرؤية عند الشيخين فضلا عمن سواهما بعض المدلسين أمثال بقية بن الوليد والوليد بن مسلم وهما من الشهرة بمكان بحيث لا يحتاج إلى نقل ما قيل فيهما، غير أن ما ينبغي التنبيه له أن الحافظ ابن حجر تراه في مقدمة "فتح الباري" يحاول بشكل غريب أن يرفع عنهما التهم أثناء رده على كلام الحافظ الدارقطني الذي ينص على رواية البخاري ومسلم عن طائفة من الضعفاء والمدلسين بمن فيهما المذكورين هنا مع أن ابن حجر نفسه ينص في بقية كتبه على ما فيهما من مساوئ وهذا من تعصبه لصحيح البخاري الذي اشتهر به عند المحدثين فالله المستعان.

أما في كتاب "التصديق بالنظر" للآجري الذي هو قسم من كتابه "الشريعة" وقد طبعه بعضهم مستقلا فأكثره من رواية أبوبكر عبدالله بن أبي داود الذي يقول عنه والده الحافظ أبوداود السجستاني: "ابني عبدالله كذاب". كما في "لسان الميزان" لابن حجر (3/348) وشهادته في ابنه تكفي من أراد الله له الهداية.

وكتاب "الرؤية" للدارقطني من رواية أبوطالب العشاري المغفل وابن كادش العكبراوي الوضاع وكلاهما لا يؤمنان على سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - فالكتاب المذكور لا يعول عليه أهل النقد.

Page 189