156

قالوا: استقرار الجبل ممكن في نفسه، والمعلق بالممكن ممكن مثله.

قلنا: إمكانه في نفسه إنما هو بحسب جهلنا بحقائق الأشياء أما عند من علم الحقائق فاستقراره محال، فظهر أن الإستقرار ليس بممكن في نفسه، وإنما كان إمكانه بالنظر إلى عدم إطلاعنا على الحقائق، والرب تعالى عالم بها وبعدم استقرار الجبل، وعلق وقوع الرؤية عليه فصح ما قلناه والحمد لله.

(126)(ومن يدن بها بكفر النعم فاحكم له والشرك إن يجسم)

(127)(كأن يقول يده مثل يدي أو وجهه كوجه بعض الأعبد)

أي واحكم على من قال بجواز الرؤية(_( ) والإباضية ممن ينكرون الرؤية وبسط رأيهم في المسألة في كتاب الشيخ أحمد بن حمد الخليلي "الحق الدامغ" وهو مطبوع ومتداول وفيه من الرد على أدلة القائلين بالرؤية ما يشفي الغليل، بل ما لا تجده مجموعا في كتاب آخر، وأما الأحاديث التي تعلق بها القائلون بالرؤية ففيها ما هو ضعيف وما هو موضوع وما هومعلل بعلة أوشاذ بمرة كقوله - صلى الله عليه وسلم - : »ثم يأتيهم في غير الصورة التي عليها فيقولوا ما أنت ربنا ... الحديث« الذي مفاده أن الله يتشكل من صورة إلى صورة تعالى الله عن ذلك وفيه علل قادحة تنبه لها حتى من غير الإباضية انظر تعليقات السيد حسن بن علي السقاف الشافعي على "دفع شبه التشبيه" لابن الجوزي ص(157) حيث قال: وهذا الحديث شاذ عندنا بمرة، لأن فيه اشكالات تعارض القرآن والسنة الصحيحة المتواترة والمشهورة وغيرها والقواعد الثابتة في الكتاب والسنة، وقد ذكرت له ستة عشر إشكالا ..الخ وقد أخرج الحديث المذكور البخاري ومسلم في "صحيحيهما".

Page 188