188

Al-Badr al-Munīr fī maʿrifat Allāh al-ʿAlī al-Kabīr

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

فصل [ ] صرحت هذه الأدلة بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيقين، إذ هي تفيد العلم، فيجب العمل بما صرحت به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإذ من عدم التأثير لأن الظن لا يعارض العلم لأن العلم هو الحق إذا حصل فلا يعارضه الظن لقوله تعالى: {إن الظن لا يغني من الحق شيئا}(1) ولا يترك المعلوم من وجوب الأمر والنهي بالظن لعدم التأثير لقوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم}(2).

فصل [ ]

فإن علم بالتجربة من أحوالهم وإن قد أعذر إليهم فلم ينتهوا حسن نهيهم وأمرهم ولا يبعد أن يجب لقوله تعالى: {معذرة إلى ربكم}(3) ولأنه لا يحصل العلم اليقين لعدم امتثالهم إلا بالموت أو الوحي ولا أيهما -أعني موتهم على المنكر أو الوحي أنهم يموتون عليه- حاصل بعد الأنبياء عليهم السلام فيجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو لم يظن التأثير إذ لا يعلم عدمه لما ذكرنا والله أعلم.

وأما لتقاتلهم على ما مر تفصيله إن كانوا من أهل الشوكة المفسدين بعد إبلاغهم الحجج كما تقدم مع وجود الناصر وإلا فلا يكلف الله إلا نفسها.

فصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعاء إلى الخير

هذه ثلاثة أشياء:

Page 242