Al-Badr al-Munīr fī maʿrifat Allāh al-ʿAlī al-Kabīr
البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير
Genres
وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الجنة لا تحل لعاص، ومن لقي الله ناكث بيعته لقيه وهو أجذم، ومن خرج عن الجماعة قيد شبر متعمدا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، ومن مات ليس بإمام جماعة ولا لإمام جماعة في عنقه طاعة بعثه الله ميتة جاهلية))(1).
قال السيد الإمام أبو طالب الحسني -رضي الله عنه: "المراد به إذا كان في الزمان إمام جماعة فقد صحت إمامته واستوفى شرائطها".
قلت: وعلم به وأمكن الوصول إليه بالزاد والراحلة وأمن الطريق، والمقصود بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ومن فارق الجماعة قيد شبر)) الخبر جماعة العترة أو جماعة الأمة مع العترة عليهم السلام الذين دل الدليل على أن إجماعهم حجة، فمن خالفهم في القطعي عمدا [42أ] عالما بالمخالفة لإجماعهم كان كما ذكر خالعا ربقة الإسلام من عنقه.
وروى أبو خالد عن زيد بن علي -عليهما السلام- في قوله تعالى: {من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا}(2) قال: من أعان إماما جائرا على إمام عادل حتى يظهر عليه فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أعان إماما عادلا على إمام جائر حتى يظهر عليه فكأنما أحيا الناس جميعا.
Page 203