============================================================
فرع: إذا جاز الدعاء بطول العمر، فينبغي أن يتقيد بمن كان في بقائه منفعة للسلمين، بل يندب، فان كان نفعه قاصرا على نفسه فهر دون الأول. ومن عداهما قد يصل إلى الكراهة والتحريم إن اتصف ضدهما وإن لم يتصف فقد قال بعضهم. لا ينبغي لأحد آن يحب ما يحب إبليس؛ فإنه يحب طول البقاء. والحق أن الضابط الرجوع إلى المتعلق، والله أعلم.
قال العلماء: الأجل لا يزيد ولا ينقص، ولكن فائدة الدعاء تتصور في آنه قد يجوز أن الله قدر أن زيدا عمره ثلاثون، قإن دعا فأربعون، فيقع أحد الأمرين. وعلى هذا ينزل جميع أنواع الدعاء، وإلا لم يكن له فائدة، لأن الأشياء كلها بتقدير الله تعالى جلت قدرته.
قال تاج الدين السبكي(1): وأما دعاء معاذ، فلم يكن بأن لا يرفع الله الوباء عن المسلمين، بل كان طلب ذلك لنفسه لينال درجة الشهادة.
قلت: أو ليموت على خلوص من عمله وجهاده قبل حدوث الفتن، كما تمنى ذلك غير واحد من الصحابة، وصرحوا بالتعليل بذلك. فمن ذلك ما أخرجه أحمد، من طريق عثمان بن عمير، عن زاذان أبي عمر، عن عليم- هو الكندي- قال: كنا جلوسا على سطح، ومعنا رجل من أصحاب الشبي، والناس يخرجون في الطاعون، فقال الغفاري- وهو عبس-: يا طاعون خذني- ثلاثا يقولها-. فقال له عليم: لم تقول هذا(42 الم يقل/ رسول الله: (94/ب] (1) (السبكي) ليست فيف، ظ (4) ف: هكذا.
Page 255