============================================================
عميرة(1) إلى(2) ابي عبيدة، وفرق منها حين رآها، فأقسم أبو عييدة بالله، ما يحب أن له مكانها خمر النعم. فرجع الحارث إلى معاذ، فوجده مغشيا عليه، فبكى الحارث واستبكى.
ثم إن معاذا أفاق فقال: يا ابن الحميرية(2)، لم تبكي علي؟
أعوذ بالله متك. فقال الحارث: والله ما عليك ابكي. قال معاذ: فعلى م تبكي؟ قال: ابكي. على ما فاتني منك العصرين الغدو والرواح - أي من العلم - فقال معاذ رضي الله عنه: أجلسني. فأجلسه في حجره، فقال: اسمع مني، فإني أوصيك بوصية؛ إن الذي تبكي علي من غدوك ورواحك، فإن العلم مكانه بين لوحي المصحف، فإن أعيا عليك تفسيره، فاطلبه بعدي عند ثلاثة: عويمر آبي الدرداء وعند سلمان الفارسي، وعند ابن(4) أم عبد- يعني عبدالله بن مسعود-، واحذر زلة العالم وجدال المنافق. ثم إن معاذا رضي الله عنه اشتد به نوع(9) الموت، فنزع أشد العالم نزعه. فكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه فقال: اخنقني خنقك، فوعزتك إنك لتعلم أني احبك هذا إسناد حسن. وأخرجه الطبراني من هذا الوجه مختصرا، وأخرجه أبو بكر بن آبي شيبة في "مصنفه"، والطبراني من طريقه، عن آيي معاوية قال: ثنا داود بن آبي هند، عن شهر بن حوشب، عن الحارث بن عميرة الزبيدي قال: وقع الطاعون بالشام، فقام معاذ رضي الله عنه فخطيهم بحمص، فقال: إن هذا الطاعون رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم. وسقط من السند عبدالرحمن بن غنمه، ولا يتصل إلا به.
1): ير تحريف.
(4) كذا في جميع الأصول، وحق الفعل أن يتعدى بهعلى".
(3) ظ: الحميرة- تحريف. (4) ف: أبي، مكان: ابن- تحريف.
(5) النزع: قلع الحياة- قاموس
Page 198