وأخرجه ابن عساكر فى آتاريخ دمشق ، فى ترجمة وأبى واثلة ، وقال: لأأعرف أبا واثلة إلا في هذه القصة . قلت : ووشهره فيه مقال وقد يكون فى الواسطة بينه وبين معاذ في هذا الحديث، وشيخه غير
مسمى / ، وقد خالف فى تسمية الذى رد على عمروبن العاص ، وخالف أيضا في خروج عمرو بن العاص بالناس ، وفى الرواية المقدمة الصحيحة أنه صدق شرحبيل بن حسنة ، وأن معادبن جبل قال كما قال شرحبيل ، وكذا أبو عبيدة . فإن كانت الرواية محفوظة ، احتمل أن يكون عمرو بن العاص خطب مرتين، مرة فى أول الأمر فرد عليه شرحبيل بن حسنة وغيره ، ومرة فى أخر الأمر فرد عليه أبو واثلة .
وقد جاء أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، كتب إلى أبى عبيدة بأمره بالانتقال بالناس ، من الأرض التى كانوا بها إلى أرض أخرى وأن أبا عبيدة أطاعه في ذلك ، فطعن قبل أن يرحل ، ورحل الناس بعد أن مات . فلعل عمروبن العاص هو الذى رحل بهم ، فروى ابن إسحاق عن شعبة ، عن المختار بن عبد الله البجلى ، عن طارق بن شهاب قال : أتينا أبا موسى وهو فى داره بالكوفة ، لنتحدث عنده فلما جلسنا قال: لا تخفوا ، فقد مات إنسان بالدار بهذا السقم ، فلا عليكم أن تنزهوا عن هذه القرية ، فتخرجوا في فسيح بلادكم ونزهها ، حتى يرتفع هذا البلاء ، فإنى ساخبركم بما يكره مما يتقى من ذلك، أنه لو خرج لم يضبه ، فإذا لم يظن ذلك المرء المسلم ، فلا عليه أن يخرج ويتنزه عنه إنى كنت مع أبى عبيدة بن الجراح بالشام عام طاعون عمواس ، فلما اشتعل الوجع ،
ويلغ ذلك عمر كتب إلى أبى عبيدة يستخرجه منه : أن سلام عليك ، أما بعد، فإنه عرضت لى إليك حاجة ، إذا نظرت فى كتابى : هذا ، أن لا تضعه من يدك ختى تقبل إلى . قال: فعرف أبو عبيدة أنه إنما / أراد أن يستخرجه من الوباء ، فقال : يغفر الله لأمير المؤمنين . ثم كتب إليه، يا أمير المؤمنين، إنى قد عرفت جاجتك إلى، وإنى فى جند من المسلمين ، لا أجد بنفسى رغبة عنهم ، ولست أريد فراقهم حتى يقضى الله فى وفيهنم أمره وقضاءه ، فحللنى من عزيمتك بأ أمر المؤمنين ، ودعنى وجندى فلما قرا عمر الكتاب بكى ، فقال الناس . بأ أمير المؤقنين، أمات أبو عبيدة؟ قال: لا ، ويأن قد . قال : ثم كتب إليه: سبلام عليك ، أما بعد، فإنك أنزلت الناس أرضا غميقة ، فارفعهم إلى أرض نزهة فلما أتاه كتابه ، دعانى فقال: يا أبا موسى، إن كتاب أمير المؤمنين قد جاءنى بما ترى فاخرج . فازتذ للناس منزلا حتى انتقل : بهم . فرجعت إلى منزلى ، فإذا صاحبتى قد أصيبت . فرجعت إليه ، فقلت له ز قد كان في أهلى حدث . فأمر ببعير ، فرحل له فلما وضع رجله في العرزة طعن ، فقال: والله لقد أصبت . ثم سار حتى نزل بالجابية، ورفع الوباء عن الناس أخرجه ابن عساكر فى ترجمة أبى موسى الأشعرى ، من تأريخه . وهذا جديث فى إسناده من لا يعرف لكن جاء من
وجه أخر عن أبى موسى ، لا بأس به ، أخرجه الهيثم بن كليب في مسنده ، والطحاوى في ومعانى الآتارة ، جميعا من طريق شعبة .
وأخرجه البيهفى ، من طريق أبوب بن عائد كلاهما عن قيس بن مسلم قال : سمعت طارق بن شهاب قال : كنا نتحدث إلى أبى موسق الأشعرى فقال لنا ذات يوم : لا عليكم أن تحفوا منى ، إن هذا الطاعون قد وقع فى أهلى، فمن شاء منكم أن / يتنزه عنه فليتنزه، وأحذروا اثنتين : أن يقول قائل : خرج خارج فسلم وجلس جالس فأصيب، لوكنت خرجت لسلمت كما سلم فلان . أو يقول قائل : لو كنت جلست أصبت كما أصيب فلان. وإنى ساحدتكم بما ينبغى للناس في الطاعون .
إنى كنت مع أبى عبيدة وإن الطاعون وقع بالشام ، وإن عمر كتب إليه : إذا أتاك كتابى هذا فإنى أعزم عليك ، إن أتاك مصبحا أن لا تمسى حتى ترتب، وإن أتاك ممسيا أن لا تصبح حتى تركب إلى فقد عرضت لى إليك حاجة ، لا غنى لى عنك فيها فلما قرا أبو عبيدة الكتاب قال : إن أمير المؤمنين يستبقى من ليس بباق . فكتب إليه أبو عبيدة :، إنى فى جند من المسلمين ، لن أرغب بنفسى عنهم ، وقد عرفت حاجة أمير المؤمنين، فحللنى من عزمتك . فلما جاء عمر الكتاب بكى ، فقيل له : توفى أبو عبيدةة قال: لا ، وكان قذ - أى قرب - . وكتب إليه عمر إن الأرذن أرض غمقة وإن الجابية أرض
نزهة فإنهض بالمسلمين إلى الجابية فقال لى أبو عبيدة انطلق فبوىء للمسلمين منزلهم فقلت : لا استطيع فذهب ليركب ، فقال لى : رحل الناس . رقال : فأخذه أخذ فطعنه ، فمات ، وانكشف الطاعون . لفظ الطحاوى وفى رواية الهيئم : إلا يقولن قأئل ، إن هو جلس فعوفي الخارج : لوكنت خرجت لعوفيت كما عوفى فلان. ولا يقول الخارج ، إن هو عوفى وأصيبا الذى جلس : لوكنت جلست أصبت كما أصيب فلان] . وقال بعد قوله : فإنهض بالمسلمين إلى الجابية: فقال أبو عبيدة حين قرأ الكتاب : أما هذا فنسمع فيه أمر أمير المؤمنين ونطيعه .
فأمرنى أن أبوتىء الناس ل منازلهم . فطعنت أمراتى ، فجتت إلى أبى عبيدة فقلت ن قدكان في أهلى بعض العرض . فأنطلق هويبوىء الناس منازلهم . لفظ شعبة وهذا إسناد صحيح إلى أبى موسى وفى رواية أيوب بن عائد ، عن فقيس ، عن طارق: أتانا كتان عمر لما وقع الوباء بالشام ، فكتب عمر إلى أبى عبيدة : إنه قد عرضت لى إليك حاجة الحديث بمعناه . وهذا الذى قاله أبو موسى، موافق لما يفسر الأية ، أن الله تعالى مقت الذين قالوا ذلك ، أى لو أقمنا لمتنا، أو لو خزجنا لبقينا
وحاصل القصة .
Unknown page