وبأن : كل داء بسبب من الأسباب الطبيعية له دواء من الأدوية الطبيعية ، على ما رصح به الحديث : وما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه ، وجهله من جهلهه . أخرجه ابن ماجه من حديث ابن مسعود رضى الله عنه بسند حسن ، وصححه أبن خبان والحاكم ، وله شواهد بعضها في وصجيح مسلم . وهذا الطاعون أغبى الأطباء دواؤه ، حت سلمم خذاقهم أنه لا دواء له ، ولا دافع له إلا الذى خلقه وقذره، والله أعلم، قال الكلاباذى في إمعانى الأخباره بعد أن ساق قول عمرزبن العاض الأتى ف ى البأب الرابع : فإن هذا الوجع، وحديث عبد الرحمن بن عوف: إذا سمعتم الوباء ببلد فلا تقدموا عليهه : الوجع والوباء مرض كسائر الأمراض التى تصيب الناس من الطبائع وغلبة بعض الأمشاج . وإن لم يكن طعن إنسان ولا وخز جن ، فيجوزاأن يكون الطاعون على ضربين ،
ضرب منه : داء ووجع ووباء ، يقع من غلبة بعض الأمشاج الذى هو الدم أو الصفراء إذا احترقت ، أو غير ذلك ، من غير سبب يكون من الجن وضرب منه : من وخز الجن وهذا كما يكون القرح داء أو وجعا يصيب الإنسان من احتراق الدم وغلبة الأمشاج ، فيخرق له الجلد ، ويشرح اللحم وإن لم يكن هناك طعن ومنه ما يكون من طعن الإنس ] قال الله تعالى ، { إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله.. وقد قرىء بفتح القاف وضمها فبالفتح : الجراح، وبالضم ز الخراج فكما سمى الطعن والخراج فرحا، كذلك سمى النتى وأصحابه الطاعون وجعا وداء . وقال الله تعالى . إن تكونو تألمون فإنهم يالمون كما تألمون. والألمن الوجع ، والوجع مرض وداء : فكما لم تناف إحدى القراءتين الأخرى في الجراح والخراج ، كذلك لا ينافى أحد الحدثين الأخر فى الوخز والوباء : فكما يجوز أن يكون / القرح جراحا وخراجا ، كذلك يجوز أن يكون الطاعون وخزا وداء ، انتهى ومحصل كلامه أن تسمية الطاعون [وباءه أو وجعا أو داء ، محمول على معنى غير المعنى فى كونه ووخزا من الجن) . والذى يظهر أن الذى ذكره غير لازم ، فإن الوباء يطلق على كثرة الموت ، كما تقدم ، وأنه أعم من الطاعون . وأما الداء والوجع فيطلق كل منهما
على كل مرض طاعونا كان أو غيره .
وأما كون بعض الأوجاع في الطاعون قد تكون من غلبة الطبائع لا ينافى كونه من طعن الجن ، لاحتمال أن يحصل ذلك التغير عند وجود الطعنة ، فينزغج بدن المطعون ، فيفور به الذم ، وتحصل له الكيفية الرديئة التى إشخصها الأطباء، بحسب ما اقتضته قواعدهم ، : ولا ينافى ذلك أصل سبه الأول ، والله أعلم .
[الفصل الثالث] ذكر سياق الأحاديث الواردة في أن الطاعون وخز الجن والكلام عليها قال الإمام أحمد : حدئنا عبدالرحمن - هو ابن مهدى - قال: حدثنا سفيان - هو الشورى -، ، عن زياد بن علافة، عن رجل ، عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال : قال رسول الله .
فناء أمتى بالطعن والطاعون: فقيل . يا رسول الله ، هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ] قال: {وخز أعدائكم من الجن ، وفى كل شهادة .
رواه عبدالرزاق في أمصنفهه عن الثشورى . ومن طريقه أخرجه الطبرانى . ورواه وثيع عن سفيان فقال:، عن جرير ، بدل : أنى موسى ، كذا نقلته من مسده أبى بكر بن أبى شيبة ، وما أظنه إلا وهما : وهذا الإسناد إلى وزيادة بن علافةه على شرط الصحيح، لولا الراوى المبهم لكان المتن محكوما بصحته لكن قد سماه بعض الرواة عن زياد بن علاقة . وقد كان شعبة برويه عن زيادبن علاقة ويقول : إنه كان يحفظ اسم المبهم ،
قال أحمد أيضاء حدثنا محمد بن جعفر قال: حدئنا شغبة ، عن زيادبن علافة قال : حدئنى رجل من قومى - قال شعبة ز قد كنت أحفظ اسمه - قال :اكنا على باب عثمان ننتظر الإذن، ، فسمعت أبا موسى يقول : قال زسول الله .
فناء أمتى بالطعن والطاعون . قال: فقلنا- يا رسول الله ، هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ] قال : وطعن أعدائكم من الجن ، وفى كل شهاده . قال زياد: فلم أرض بقوله ، فسالت سيد الحى - وكان معهم- فقال : صدق .
وقد أخرجه الطبرانى من طريق الحكم بن : عتيية عن زياد بن علاقة ، فوافق شعبة على وصف المبهم بأنه من قوم زياد بن علاقة ] . وأخرجه أيضا من طريق إسرائيل بن يونس بن أبى إسحاق، عن زياد بن علاقة ، عن رجل من الحتى ، عن أبى موسى . . . فذكر الحديث مثل شعبة . لكن قال فيه : وطعن عدوكم بلفظ الإفراد، على إرادة الجنس وقد وقع لنا الراوى مسمى من وجه أخر عن الشورى وغيره.
Unknown page