Badaic Zuhur

Ibn Iyas d. 930 AH
200

============================================================

خاافة الحاكم بأهر الله ثم إنه مر فى السوق يوما بالنهار، فراى إلى شيخ يعمل فى النجارة من بعد الععر ، فوقف عليه ، وقال : " الم تهيتك عن العمل بالنبار) فقال له الشيخ : (يا أمير المؤمنين، أما كان الناس يهرون بالليل، وهذا من جملة السهر" ، فتبسم وتركه ، ثم أعاد الناس إلى ما كانوا عليه فى الأول ، يتقاضون أشغالهم بالنبار.

الومن أقعاله الشنيعة أنه كان يسب الصحابة، وأمر بكتابة سبهم على أبواب كل مسجد، فأقام على ذلك مدة، ثم رجع عن ذلك (299) وأمر بمحو ما كتبه على أبواب المساجد.

ثم إنه هدم كنيسة وبنى مكانها مسجدا ، فأقامت مدة ثم اعادها على ما كانت عليه كنيسة .

وكان يبنى عدة مدارس، ويقرر بها العلماء، ثم يقتلهم، ويهدم تلك المدارس التى بناها .

ثم إنه كان يعاقب جماعة من خواه بسلب الألقاب، فإذا غضب على أحد سلب 12 لقبه مدة عطويلة، لا يدعوه بذلك اللقب، فيصير ذلك الرجل فى حزن وبكاء، حتى

يرد عليه لقبه، فيكون عنده ذلك اليوم عيدا .

ثم إنه آمر طائفة اليهود، بأن يعملوا فى آعناقهم ، إذا خرجوا إلى الأسواق،10 قراى خشب، وزن كل قرمة خمسة أرطال؛ وأمر النصارى بأن يضعوا فى أعناقهم صلبانا من الحديد ، قدر كل صليب ذراع ، وأمرهم بأن يلبسوا المآزر العسلية عوضا

عن الشاشات ، وأن لا يركبوا بهيمة فى الأسواق ؛ فأقاموا على ذلك مدة، ثم أعادهم إلى ما كانواعليه.

ثم إته أمر الناس ، إذا ذكر الخطيب اسمه فى يوم الجمعة، وهو على المثبر، تقوم الناس منوفا إعظاما لاسمه ، فكان يفعل ذلك فى سائر أعمال مملكته، حتى فى 21 الحرمين الشريفين ، وبيت المقدس (2) نهيتكم : كذا فى الأسل.

(5) بكتابة : بكتابت .

Page 200