لمّا اختفت شمسك عن ناظري ... أرست منه مطر الدمع
وأقبلت ظلمة الليل النوى ... فما ترى في رخصة الجمع
ز حكى الحافظ أبو عبد الله التنسي ﵀ أنه لمّا صرف الفقيه أبو الفضل أبن جماعة عن رياسة الكتابة بغرناطة إلى قضاء الجماعة وولى مكانه صاحب الترجمة أبو عبد الله الشران لقي بعض رؤساء الدول جماعة يوما فقال له: يا سيدي إنَّ السر الذي عهدناه الحضر غاب عنها بغيبتك. فقال له: وكيف لا وقد تركتم الفضل المجموع وأخذتم الشر المكرر.
قم إنَّ أبن جماعة كان عنده إعذار فدعا أعيان البلد إليه ولم يدع الشران فكتب إليه الشران:
ماذا أعد المجد من أعذاره ... في ترك دعوتنا إلى إعذاره
إن كان الرسم دون محضرنا اكتفى ... لا بد أن يبقى على إعذاره
ثم قال الشيخ التنسي: والشران هذا ممن له باع مديد في الشعر وتصرف حسن. انتهى.
ومن بديع نظم الشران المذكور قوله ﵀:
دوام الحال من قضايا المحال ... واللطف موجود على كل حال
والنصر بالصبر محلى الظبي ... والجد بالجد مريش النبال
وعادة الأيام معهودة ... حرب وسلم والليالي سجال
وما على الدهر انتقاد على ... حال فإن لحال ذات انتقال