الأب وابنته
يوجد بحجرة المستر جرادجرايند ساعة دقاقة كبيرة، يمكنك سماع صوتها وهي تعمل. جلست لويزا بجانب النافذة قرب مائدة أبيها، فوقع بصرها على مداخن كوكتاون العالية، والدخان يتصاعد منها كثيفا فيملأ الجو بلون أسود يبعث على الاكتئاب.
قال الأب: «يا عزيزتي لويزا، لدي شيء بالغ الأهمية، أود أن أقوله لك، كما أخبرتك في الليلة الماضية .. لقد تدربت وتعلمت جيدا، ولي ثقة تامة في إحساسك المرهف الطيب.»
انتظر الوالد أن تتكلم ابنته، ولكنها لم تنطق بكلمة واحدة. فقال: «يا عزيزتي لويزا، يريد شخص ما أن يتزوجك وها أنت ذي قد تسلمت اقتراحا بالزواج، فماذا تقولين؟»
انتظر المستر جرادجرايند، مرة أخرى، أن ترد ابنته على سؤاله، ولكنها لم تجب بشيء في هذه المرة أيضا. فأدهش هذا أباها، فكرر قوله: «يريد شخص أن يتزوجك يا عزيزتي.»
قالت: «أنا أسمعك يا أبي، أنا مصغية إلى ما تقول.»
أحس المستر جرادجرايند بالانزعاج، ولكنه استطرد يقول: «أخبرني المستر باوندرباي بأنه يريد أن يقدم لك يده للزواج، وقد لاحظ تقدمك بمتعة، وكله أمل، طيلة وقت طويل، أن تأتي الفرصة التي يطلب فيها يدك للزواج، ويأمل كثيرا في أن تولي طلبه هذا اعتبارك الموافق.»
ساد السكون بين الأب وابنته، وبدا صوت الساعة عاليا جدا، ولاح الدخان البعيد شديد السواد وكثيفا جدا.
تكلمت لويزا، فقالت: «يا أبتاه، أتعتقد أنني أحب المستر باوندرباي؟»
شعر المستر جرادجرايند بالقلق الشديد، فقال: «لا يمكنني الجزم بذلك، يا طفلتي.»
Unknown page