At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid

Khaldoun Naguib d. Unknown
118

At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid

التوضيح الرشيد في شرح التوحيد

Genres

بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوْبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيْرُ﴾ (سَبَأ:٢٣) وَفِي الصَّحِيْحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ؛ قَالَ: (إِذَا قَضَى اللهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ المَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ يَنْفُذُهُم ذَلِكَ ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوْبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيْرُ﴾ (سَبَأ:٢٣)، فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ، فَيُلْقِيْهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيْهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الكَاهِنِ. فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا؟ فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتِيْ سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ). (١) وَعَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ ﵁؛ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ: (إِذَا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُوحِيَ بِالأَمْرِ; تَكَلَّمَ بِالوَحْيِ; أَخَذَتِ السَّمَوَاتِ مِنْهُ رَجْفَةٌ - أَوْ قَالَ رِعْدَةٌ شَدِيْدَةٌ - خَوْفًا مِنَ اللهِ ﷿. فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ; صَعِقُوا وَخَرُّوا لِلَّهِ سُجَّدًا، فَيَكُوْنُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيْلُ، فَيُكَلِّمُهُ اللهُ مِنْ وَحَيِّهِ بِمَا أَرَادَ، ثُمَّ يَمُرُّ جِبْرِيْلُ عَلَى المَلَائِكَةِ، كُلَّمَا مَرَّ بِسَمَاءٍ؛ سَأَلَهُ مَلَائِكَتُهَا مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا جِبْرِيْلُ؟ فَيَقُوْلُ: ﴿قَالَ الحَقَّ وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيْرُ﴾ فَيَقُوْلُوْنَ كُلُّهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ جِبْرِيْلُ، فَيَنْتَهِي جِبْرِيْلُ بِالوَحْيِ إِلَى حَيْثُ أَمَرَهُ اللهُ ﷿. (٢) فِيْهِ مَسَائِلُ: الأُوْلَى: تَفْسِيْرُ الآيَةِ. الثَّانِيَةُ: مَا فِيْهَا مِنَ الحُجَّةِ عَلَى إِبْطَالِ الشِّرْكِ، خُصُوصًا مَا تَعَلَّقَ عَلَى الصَّالِحِيْنَ، وَهِيَ الآيَةُ الَّتِيْ قِيْلَ إِنَّهَا تَقْطَعُ عُرُوقَ شَجَرَةِ الشِّرْكِ مِنَ القَلْبِ. الثَّالِثَةُ: تَفْسِيْرُ قَوْلِهِ ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوْبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الحَقَّ وَهُوَ العَلِيُّ الكَبِيْرُ﴾. الرَّابِعَةُ: سَبَبُ سُؤَالِهِمْ عَنْ ذَلِكَ. الخَامِسَةُ: أَنَّ جِبْرِيْلَ يُجِيْبُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ (قَالَ: كَذَا وَكَذَا). السَّادِسَةُ: ذِكْرُ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيْلُ. السَّابِعَةُ: أَنَّهُ يَقُوْلُ لِأَهْلِ السَّمَوَاتِ كُلِّهِمْ؛ لِأَنَّهُمْ يَسْأَلُونَهُ. الثَّامِنَةُ: أَنَّ الغَشْيَ يَعُمُّ أَهْلَ السَّمَوَاتِ كُلَّهُمْ. التَّاسِعَةُ: ارْتِجَافُ السَّمَوَاتِ لِكَلَامِ اللهِ. العَاشِرَةُ: أَنَّ جِبْرِيْلَ هُوَ الَّذِيْ يَنْتَهِي بِالوَحْيِ إِلَى حَيْثُ أَمَرَهُ اللهُ. الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: ذِكْرُ اسْتِرَاقِ الشَّيَاطِيْنِ. الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: صِفَةُ رُكُوْبِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا. الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: إِرْسَالُ الشِّهَابِ. الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: أَنَّهُ تَارَةً يُدْرِكُهُ الشِّهَابُ قَبْلِ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَتَارَةً يُلْقِيْهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ مِنَ الإِنْسِ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ. الخَامِسَةَ عَشْرَةَ: كَوْنُ الكَاهِنِ يَصْدُقُ بَعْضَ الأَحْيَانِ. السَّادِسَةَ عَشْرَةَ: كَوْنُهُ يَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ. السَّابِعَةَ عَشْرَةَ: أَنَّهُ لَمْ يُصَدَّقْ كَذِبَهُ إِلَّا بِتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتِيْ سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ. الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ: قَبُوْلُ النُّفُوسُ لِلْبَاطِلِ؛ كَيْفَ يَتَعَلَّقُونَ بِوَاحِدَةٍ وَلَا يُعْتَبَرُونَ بِمِائَةٍ!! التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ: كَوْنُهُمْ يَتَلَقَّى بَعْضُهُمُ مِنْ بَعْضِ تِلْكَ الكَلِمَةَ وَيَحْفَظُونَهَا وَيَسْتَدِلُّوْنَ بِهَا. العِشْرُوْنَ: إِثْبَاتُ الصِّفَاتِ خِلَافًا لِلْأَشْعَرِيَّةِ المُعَطِّلَةِ. الحَادِيَةُ وَالعِشْرُوْنَ: التَّصْرِيْحُ بِأَنَّ تِلْكَ الرَّجْفَةَ وَالغَشْيَ خَوْفًا مِنَ اللهِ ﷿. الثَّانِيَةُ وَالعِشْرُوْنَ: أَنَّهُمْ يَخِرُّونَ لِلَّهِ سُجَّدًا.

(١) البُخَارِيُّ (٤٨٠٠). (٢) لَهُ شَوَاهِدُ. قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ ﵀ فِي كِتَابِهِ (ظِلَالُ الجَنَّةِ): (ضَعِيْفٌ)، بِرَقَم (٥١٥). وَقَالَ أَيْضًا ﵀ فِي تَحْقِيْقِ كِتَابِ (التَّنْكِيْلُ) (٧٣٥/ ٢) لِلشَّيْخِ المُعَلِّميِّ اليَمَانِيِّ (ت ١٣٨٦هـ) رَحِمَهُمَا اللهُ: (المَتْنُ غَيْرُ مُنْكَرٍ، فلَهُ شَوَاهِد؛ .. فَالنَّكَارَةُ فِي السَّنَدِ فَقَط). وَقَالَ السُّيُوْطِيُّ ﵀ فِي كِتَابِهِ (الدُّرُّ المَنْثُوْرُ) (٦٩٨/ ٦): (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيْرٍ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو الشَّيْخِ فِي العَظَمَةِ وَابْنُ مَرْدَوِيْه وَالبَيْهَقِيُّ فِي الأَسْمَاءِ وَالصِّفاتِ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ ....).

1 / 118