91

Aqāwīl al-thiqāt fī taʾwīl al-asmāʾ wa-l-ṣifāt wa-l-āyāt al-muḥkamāt wa-l-mutas̱ābihāt

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Editor

شعيب الأرناؤوط

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦

Publisher Location

بيروت

مباحثة التنقير وَلَا مقايسة التفكير وَله تَعَالَى صِفَات مُقَدَّسَة طَرِيق إِثْبَاتهَا السّمع فنثبتها وَلَا نعطلها لوُرُود النَّص بهَا وَلَا نكيفها وَلَا نمثلها
وَقد غلت طَائِفَة فِي النَّفْي فعطلته محتجين بِأَن الإشتراك فِي صفة من صِفَات الْإِثْبَات يُوجب الإشتباه فزعموا أَنه سُبْحَانَهُ لَا يُوصف بالوجود بل يُقَال إِنَّه لَيْسَ بمعدوم وَلَا يُوصف بِأَنَّهُ حَيّ وَلَا قَادر وَلَا عَالم بل يُقَال إِنَّه لَيْسَ بميت وَلَا عَاجز ولاجاهل وَهَذَا مَذْهَب أَكثر الفلاسفة والباطنية
وغلت طَائِفَة أُخْرَى فِي الْإِثْبَات فشبهته فأثبتت لَهُ الصُّورَة والجوارح حَتَّى إِن الهشامية من غلاة الرافضة زَعَمُوا كَمَا قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَن معبودهم سَبْعَة أشبار بشبر نَفسه وَقَالَت الكرامية إِنَّه جسم
قَالَ وَقد بَالغ بعض أهل الإغواء فَقَالَ إِنَّه على صُورَة الْإِنْسَان ثمَّ اخْتلفُوا فَمنهمْ من قَالَ إِنَّه على صُورَة شيخ أشمط الرَّأْس واللحية وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه على صُورَة شَاب أَمْرَد جعد قطط وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه مركب من لحم وَدم وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه على قدر مَسَافَة الْعَرْش لَا يفضل من أَحدهمَا عَن الْأُخَر شَيْء
تَعَالَى الله عَن أَقْوَالهم علو كَبِيرا وَعَن مثله نهى الله تَعَالَى بقوله ﴿يَا أهل الْكتاب لَا تغلوا فِي دينكُمْ وَلَا تَقولُوا على الله إِلَّا الْحق﴾ النِّسَاء ١٧١

1 / 135