75

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Investigator

شعيب الأرناؤوط

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦

Publisher Location

بيروت

وكما اعْترض بَعضهم على الْحَنَابِلَة فِي حَدِيث رَوَوْهُ عَن النَّبِي ﷺ قَالَ اسْتَوَى على الْعَرْش فَمَا يفضل مِنْهُ إِلَّا مِقْدَار أَربع أَصَابِع قَالَ المعترضون للحنابلة وَهَذَا يُوهم دُخُول كمية وإجراء هَذَا مُسْتَحِيل فِي حق الرب إِلَّا على قَول المشبهة والمجسمة الَّذين يثبتون لله ذاتا لَهَا كمية وضخامة وَهَذَا مِمَّا اتفقنا نَحن وَأَنْتُم على تَكْفِير الْقَائِل بِهِ فَقَالَ الْحَنَابِلَة أما هَذَا الحَدِيث فَنحْن لم نَقله من عِنْد أَنْفُسنَا فقد رَوَاهُ عَامَّة أَئِمَّة الحَدِيث فِي كتبهمْ الَّتِي قصدُوا فِيهَا نقل الْأَخْبَار الصَّحِيحَة وَتَكَلَّمُوا على توثقة رِجَاله وَتَصْحِيح طرقه وَرَوَاهُ من الْأَئِمَّة جمَاعَة أحدهم إمامنا أَحْمد وَأَبُو بكر الْخلال صَاحبه وَابْن بطة وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب الصِّفَات الَّذِي جمعه وَضبط طرقه وَحفظ عَدَالَة رُوَاته وَهُوَ حَدِيث ثَابت لَا سَبِيل إِلَى دَفعه ورده إِلَّا بطرِيق العناد والمكابرة والتأويل يُمكن فَإِنَّهُ قد يُطلق الْفضل وَالْمرَاد بِهِ الْخُرُوج عَن حد الْوَصْف والإختصاص وَلِهَذَا يُقَال حقق ملك فلَان فَلم يفضل مِنْهُ إِلَّا مِقْدَار جريب بِمَعْنى أَنه لم يدْخل تَحت وصف الإختصاص

1 / 119