67

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Investigator

شعيب الأرناؤوط

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦

Publisher Location

بيروت

الْأَوَّلين والآخرين أَن الطرائق الَّتِي سلكوها فِي أُمُور الربوبية بالأقيسة الَّتِي ضربوها لَا تُفْضِي بهم إِلَى الْعلم وَالْيَقِين فِي الْأُمُور الإلهية مثل تكلمهم بالجسم وَالْعرض فِي دلائلهم ومسائلهم ومقالة أساطين الفلسفة من الْأَوَائِل أَنهم قَالُوا الْعلم الإلهي لَا سَبِيل فِيهِ إِلَى الْيَقِين وَإِنَّمَا يتَكَلَّم فِيهِ بِالْأولَى والأحرى قَالَ وَلِهَذَا أتفق كل من خبر مقَالَة هَؤُلَاءِ المتفلسفة فِي الْعلم الإلهي أَن غالبه ظنون كَاذِبَة وأقيسة فَاسِدَة وَأَن الَّذِي فِيهِ من الْعلم وَالْحق قَلِيل انْتهى هَذَا والفلاسفة هم أَرْبَاب النِّهَايَة فِي الْعُقُول لَكِن الْعُقُول إِذا لم تستند إِلَى الشَّرْع الْمَنْقُول وَقعت فِي الْحيرَة والضلالات وطرأت عَلَيْهَا الخيالات والإستبعادات لما جَاءَت بِهِ الرُّسُل وَلِهَذَا كَانَت الفلاسفة يَعْتَقِدُونَ أَن عِنْدهم من الْعُلُوم والمعارف مَا يستغنون بِهِ عَن علم الْأَنْبِيَاء ﵈ قَالَ أَبُو حَيَّان وَكَانُوا إِذا سمعُوا بِوَحْي الله تَعَالَى دفعوه وصغروا علم الْأَنْبِيَاء بِالنِّسْبَةِ إِلَى علمهمْ قَالَ وَلما سمع بقراط الْحَكِيم بمُوسَى ﵇ قيل لَهُ لَو هَاجَرت إِلَيْهِ فَقَالَ نَحن قوم مهديون فَلَا حَاجَة بِنَا إِلَى من يهدينا قلت وَهَذِه الْخصْلَة بِعَينهَا مَوْجُودَة فِي المتصوفة المتفلسفة

1 / 111