ترى هل بعض أشواقي يرجى
لديك، أم الطفولة لا تعاني؟
كلانا في الهوى طفل، ولكن
أنا الطفل الغبين! أنا المعاني!
وتشيع أشعاره في «زينب» فإذا قومها حانقون عليه غاضبون، وإذا هم يحجبونها، ويبالغون في الحجاب، وما أشق الحجاب على نفس الشاعر العاشق، وإن الموت لأهون عليه من أن يحترق بنار الحرمان وجحيم الحجاب، ولولا التقاليد القاسية ما حال بينه وبينها حجاب أو باب، وماذا يحد لو ظهرت المرأة في مجتمعنا المصري، وهل ينتظر التقدم لشعب نصفه مفقود، أو سجين بين الجدران، فلا يستنشق الهواء، ولا يتمتع بنور الشمس؟ إن المجتمع الذي لا تباركه المرأة لا يمكن أن تقوم له قائمة بحال، ذلك أقل ما يطوف برأس الشاعر عندما يذوده الناس عن مورده، كما أنه يرى العدم حيزا من حياة تتحكم فيها التقاليد، وذلك ما حدا بأبي شادي عندما حجبوا «زينبه» أن يصيح:
يا «زين» دنياي التي ما نالني
منها سوى قلقي على حرماني
لم يحجبونك؟ هل أثمت بكل ما
أعطيت حسنك من جمال بياني
فإذا حجبت فمن أخص بمهجتي؟
Unknown page