إن قلت: الداخلون في مذهب الشافعية (2) فكيف تصنع بالداخلين في مذهب الحنفية والحنبلية والمالكية! ومعلوم تخطئة كل فريق للآخر منهم ونقضه لأقواله! وإرسال سهامه على زخارف أقواله وأفعاله، وتشنيعه عليه في عقائده كما هو مبسوط في مظانه. فلابد من مصداق الأحاديث الشريفة النبوية بالتزام فريق من العترة الزكية، فلم يبق إلا هذه العصابة الموسومة بالزيدية، وإلا فلم يبق لما سبق من الأحاديث معنى، بل قد التجأ القسطلاني (3) في شرح البخاري عند شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي اثنان»(4) لما أعوزه ما أعوزه في تفسير الحديث الصحيح، فلم يجد بدا من جعل أئمة اليمن هم تفسيرا للحديث.
وقال النمازي (1) في (شرح العقيدة): إذا تأملت لم تجد أئمة حق على وفق ما جاء في السنة غير أئمة أهل البيت، هذا معنى كلامه. ويدل على هذا متابعة الأئمة(2) الأربعة لهم، فإن الأئمة المتبوعين قد تابعوا وبايعوا وغيرهم كذلك ممن يشق حصرهم. وأيضا فإن المذاهب الذي قلت في جوابك أن بعض آل محمد عليها فيها الجبر والتشبيه، وذلك فيه مفارقة كتاب الله تعالى وهما خليفتان لن يفترقا، وهم عليهم السلام يفرون من ذلك ولا يؤيدون من قال به، فهل ترى أحدا منهم قال بشيء من ذلك في مصنفاته؟!، وأيضا فإن مذهب أهل البيت لا يتبادر إلا إلى مذهب آل محمد، هذا المذهب المدروس في مدارسهم، حتى لو قلت مذهب أهل البيت أن الكلب طاهر استنادا إلى أتباع مالك (3) من آل محمد القائلين ذلك تبعا له لأنكر عليك كل أحد، فالمتبع مضيع لنفسه ومنصبه، فإن الله تعالى جعله متبوعا، فجعل نفسه في الأتباع.
Page 14